مابعد طوفان الاقصي ليس كما بعده
مع حلول الذكري الأولى لطوفان الاقصي لايمكن غض الطرف عن التحولات الكبرى التى أحدثها هذه الحراك الشعبي المقاوم وادخاله المنطقة بل العالم اجمع في مرحلة جديدة مختلفة عن ماسبقها ، وحتما ان ما بعد الطوفان ليس كما قبله ، ولن تعود الساعة للوراء، ولن تبقي الأمور على وضعها السابق ، ومن جميل ما قيل في هذا الباب ماذكره مرشد الثورة الإسلامية في ايران واحد أبرز مناصري طوفان الاقصي وداعمي فلسطين السيد على خامنئي الذي قال ان طوفان الاقصي نجح في إعادة الكيان الغاصب سبعين عاما إلى الوراء إذ يتحسس الان وجوده ويبحث عن عوامل ابقائه خوفا من زواله الذي بات كابوسا يعايشه ويقلقه بعد أن كان مرتاحا لايخطر هذا الأمر على باله.
وصدق من قال ان طوفان الأقصى بداية نهاية الكيان الصهيوني، وان طريق الشهداء باق ومستمر والمقاومة موجودة وحاضرة لاتغيب وسوف يتكلل هذا الجهد المبارك بتحرير فلسطين والصلاة في القدس.
وبلا شك ان طوفان الأقصى نقطة تحول في تاريخ فلسطين ومنعطفا في تاريخها والمنطقة.
ولابد من التأكيد علي أنّ عملية طوفان الأقصى تأتي في إطار الحق المشروع للشعب الفلسطيني في مواجهة العدو المحتل الذي لا يمتلك أي مشروعية ، ولن تفلح جهود داعميه وغاضي الطرف عن جرائمه وتجاوزاته في اعطائه مسحة شرعية او غطاء قانونيا وسيبقي محتلا غاصبا مجرما ويبقي الشعب الفلسطيني محقا في مواجهته لعدوه وسعيه لنيل الاستقلال وتحرير أرضه
ان طوفان الأقصى جاء كنتيجة طبيعية لحرب عدوانية طوال سنوات من الاحتلال ونهب الأرض والقتل والإبادة الجماعية والتهجير والاعتداء على المقدسات، وجاء الطوفان كامتداد طبيعي لحالة المقاومة والصمود الفلسطيني والانتفاضتين الأولى والثانية بعد الإخفاقات العربية والتخلّي العربي عن فلسطين.
ونعلم انه خلال السنوات الأخيرة سعى العدو الإسرائيلي وبدعم غربي واسع وتآمر وتواطؤ عربي لتنفيذ مخطط خطير لتغييب القضية الفلسطينية وإماتتها كلياً لكن بفضل اللله تعالى وتوفيقه وبحركة المجاهدين وهذا الطوفان المبارك وتداعيانه باتت فلسطين عصية على الانزواء والنسيان حاضرة بقوة في وجدان الأمة وحتى في المجتمعات الغربية
سليمان منصور