مؤتمر المنامة للامن الإقليمي خدمة لأمريكا واسرائيل
امام سعي أمريكي للسيطرة على البحار في منطقة الشرق الأوسط إنعقد مؤتمر المنامة للأمن الإقليمي في نسخته الثامنة عشرة ، وكان واضحا جدا الجهد الكبير لجعل إسرائيل واقعا معاشا وامرا مقبولا ولايعتبر وجودها نشاذا وسط دول المنطقة ، وراينا كيف جلس ممثل حكومة عدن الموالية للسعودية إلى جانب ممثل الكيان الصهيوني وهذا جزء من العمل السعودي الاماراتى المكشوف لدفع الآخرين لدعم مسيرة التطبيع والمضي قدما في طريق اقامة علاقات مع العدو الصهيونى ، وهذه ليست المرة الأولي التي تجمع فيها طاولة واحدة بين مسؤولين يمنيين من الحكومة الموالية للرياض مع مسؤولين من دويلة الكيان الاسرائيلى الغاصب حيث سبق أن جلس وزير خارجية عدن إلى جوار رئيس وزراء العدو الصهيونى وتبادلا الحديث ليقولا لليمنيين ان العلاقة يمكن أن تصبح طبيعية بينهم وكيان الاحتلال ، لكن الجمهور اليمني الذي ظل في كل مناسبة يشكل حضورا كبيرا في الساحات مناصرة لفلسطين ودعما لها ، بل هو الحضور الأكبر دوما مقارنة مع الشعوب العربية الاخري ، هذا الحضور الطاغي لليمنيين في الميدان يبطل اي تحرك للمرتزقة الذين يذهبون باسمه إلى التواصل مع العدو الغاصب.
إن مؤتمر الأمن الإقليمي الذي إنعقد في المنامة موجه بشكل اساسي إلى كل من يقف بوجه أمريكا ، وكما ان المعني به في المقام الأول ايران وحلفاءها في محور المقاومة كذلك ينظر هذا المؤتمر باهتمام إلى الصين باعتبارها احد الاقطاب التي تواجه أمريكا ، وتريد واشنطون البحث عن طريقة تجعل من الصين خاسرة في صراعها مع امريكا.
وكذلك الأمر فان مؤتمر المنامة للامن الإقليمي مهتم جدا بروسيا وتداعيات الحرب التي تجري في أوكرانيا وكيفية توظيف جهود الجميع الى ما يسهم في إعاقة روسيا والاضرار بها.
ومع ان اسم المؤتمر الأمن الإقليمي ويبحث أمن البحار وسلامة الملاحة في منطقة الشرق الأوسط الا انه فى الواقع ساحة من ساحات ادارة المعركة التي يسعي المؤتمر إلى توظيفها بالكامل لخدمة أمريكا واسرائيل وهذا جزء من الدور الذي تضطلع به بعض الدول السائرة في ركب أمريكا واسرائيل ومن بين هذه الدول بلا شك مملكة البحرين.
سليمان منصور