أخبار السودان:
لهجة جبريل وتيه المناصب*** قبل تعينه وزيراً للمالية قطع الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الامين العام للجبهة الثورية بأنهم لايقبلون بأن تقف حرائر السودان في صفوف الخبز والغاز والوقود واصفا قيام المواطن السوداني بجلب الخبز من بلد أخر في حقيبته بالمأساة منوها إلى أنه إن أرادت الحكومة أن تكون حكومة ثورة فلتقضي على هذه الصفوف.
وبعد اداء القسم بصفته وزيراً للمالية كتب الدكتور جبريل ابراهيم مغرداً ( لن يغمض لنا جفن حتى نقضي على صفوف الخبز والمحروقات ونوفر الدواء المنقذ للحياة بسعر مقدور عليه بتعاون شعبنا وسلوكه المعبر عن وطنيته وإيثاره للآخر، ركن أساسي لإنجاز هذه المهمة في أقرب وقت) .
وعقب هذه التصريحات كتبت زاوية بعنوان ( الوزراء الجدد الوقت للعمل) قلت فيها ( كنت اتمنى ان يتمهل الوزراء الجدد في اطلاق مثل هذه التصريحات حتى لاتبقى مجرد وعود تخصم من مسيرتهم وتدون انطباعات سلبية في ذهنية المواطن لاسيما ان الوزارات الاقتصادية في السودان تعد من اصعب الوزارات لملفاتها الشائكة وتقاطعاتها ، وفي مثل هذه الحالات يبقى التصريح الاستباقي هو ضرباً من ضروب التهور تدفعه العاطفة ولايتجاوز كونه تعبير عن المشاعر ، والاحاسيس النبيلة ومشاطرة المواطن ظروفه الاستثنائية التي يمر بها ، وإن اكثر ما لايحبه المواطن في السياسي هو ان لا ترتبط أقواله بأفعاله او يوعد ويخلف او يعطي زمنا محددا ولايلتزم به ) .
لهجة جبريل وتيه المناصب*** والآن مرت شهور على تعيينه ولم يستطيع ان يحقق ماقاله وغمض جفنه ونام نومة عميقة ، ووقفت الحرائر في صفوف الخبز وصفوف الهم ، وصفوف الانتظار عله ينصلح الحال ولكن الحال أسوأ مما كان عليه ودخل الاقتصاد دائرة الاحتضار بالرغم كل الجهود الممكنة والمستحيلة التي تبذل لتقيه شر سكرات الموت ولم يتوقف الأسف عند هذا الحد، بل قال جبريل بعد مرور شهور على تعيينه والضائقة تتسع ، وهو المسئول لا المعارض ولا الناصح ، رداً على سؤال مضمونه (أنهم افلسوا بالمواطن وثقبوا جيبه ) ردَّ بجرأة أكثر من غيره ( نجيب من وين غير جيب المواطن، المواطن مافي مفر كل الحكومات بتأخذ من جيب المواطن)
.. ( أنظروا كيف كان يشعر بنا سابقاً وكيف أصبح الآن لايشعر ) ففي وقت معين يظهر المسئول على حقيقته وتتغير لهجته فتيه المناصب بجردك من المشاعر والعواطف القديمة التي كانت تعبر عن مواساة المواطن ، ويجعلك ترتدي رداء العزل الذي يحول بينك والإحساس بالآخرين.
وجبريل يعلم ان لاجديد لديه وإنما جاء لينفذ خطة وزير المالية السابق ابراهيم البدوي الذي قامت الدنيا ولم تقعد مطالبة بإقالته لطالما انه كان ينوي تنفيذ سياسات البنك وصندوق النقد الدوليين وأستقال البدوي مأسوفاً عليه، بعد ان عامله حمدوك (ببرود) وأغلق دونه بابه ، تمهيدا للضغط عليه لتقديم استقالته ، وخرج البدوي كما خرج أكرم ولم تنته مشاكل الاقتصاد ولا الصحة ولكنها الانحناءة في وقت الاستقامة تأتي دائما بالنتائج المرفوضة وتجلب الندم .
والبدوي كان يعلم وقالها بكل صراحة ان من يأتي بعده لن تكون لديه حلول سوى تنفيذ ذات السياسات، وقد كان وسكتت كل الاصوات التي نادت باقالة البدوي صمتاً وقبولاً ، على كل الاجراءات التي وقع عليها جبريل بدلاً عن البدوي ولم تنادي باقالة جبريل
لهجة جبريل وتيه المناصب*** حتى بعض الاقتصاديين المتخصصين الذين اشعلوا الوسائط والمنابر الاعلامية بنتنظريهم الاقتصادي ووصفوا خطوات البدوي بالكارثية لم نسمع لهم صوت بعد ان وقعت الكارثة بالفعل ، وكأنما كان وجود البدوي على الوزارة يخيفهم اكثر من تدهور الاقتصاد .
وقدم جبريل نموذجاً فاشلاً لاسيما انه (طال لسانه) قبل توليه المنصب منتقداً لآداء الحكومة والوزراء ولم يقصر لسانه الان بل زاد طولاً ( نجيب ليكم من وين غير جيب المواطن ) يا معلم !!
وهذا النموذج لاداء وزارة المالية سابقاً وحاضراً يعكس مدى عدم إدراكنا لفهم مشاكلنا (فهمهما فقط ) ناهيك ان نجد لها الحلول الناجعة ، لاسيما أننا لم نتجاوز بعد مطارح العداء للأشخاص بخدعة الخوف على مصلحة الوطن .
طيف أخير :
ستأتي الأشياء من تِلقاء نفسها دون أي جهد أو سترحل للأبد رغم كلّ الجهود.
الجريدة