أخبار السودان :
لن ننتصر ما دمنا نجهل عدونا
من نافلة القول ان اهم عوامل النصر وخاصة في المعارك الاستراتيجية والكبرى هي معرفة العدو بشكل جيد ، وغني عن القول ان المعرفة لاتعني فقط من هو العدو واين هو ومع ان هذه معرفة مهمة لكنها قطعا ليست كافية اذ لا بد ان نعرف جيدا كيف يفكر العدو وما هي خططه والبدائل التي يمكن ان يلجا اليها في كل مراحل الصراع، ومن المهم ايضا ان نعرف جبهتنا الداخلية ومدي تمكن العدو من اختراقها واحداث شرخ فيها.
ان معرفة العدوّ وأساليبه هي من العوامل المهمة لتحقيق النصر كما اسلفنا ، وينبغي ان يظل هذا الامر راكزا في وجداننا ، فلا تغفل عنه الاجيال او تتناساه ، خاصة ان حقد العدو يتمظهر في مختلف الاشكال ، ونراهم في كيان الاحتلال مثلا يربون صغارهم على كره العرب والمسلمين ويغذونهم بهذا الشعور في مختلف مراحل التعليم ، وتتم تنشئة الاجيال على ذلك ، ونحن بكل اسف غافلون عن حقيقة العدو وحقده ، ومع مرور السنوات يخرج في اوساطنا من لايرون باسا في الدعوة للتطبيع مع اسرائيل والقبول بها كامر واقع والاستعداد للتعايش معها ، وهذا بلا شك قصور كبير وخلل اوقعنا فيه عدم معرفتنا بحقيقة العدو وتعريف الاجيال المتلاحقة بذلك.
ان مراسم رمي الجمرات مثلا وهو الفعل المتكرر سنويا هو تعبير رمزي لهذا الحضور الذهني الدائم ، ففي هذه الشعيرة نرجم الشيطان ونجعل عداءة والبراءة منه حاضرا ليس فقط في وجداننا واذهاننا وانما ينعكس في فعلنا الخارجي فسنتشعره وجودا ماثلا امامنا ونرجمه بالحجارة ونعيش حالة الانفصال التام عنه وهذا لن يقف على هذه الحالة الشعائرية فقط وانما يتواجد في حياتنا العادية فنستشعر البراءة من شياطين الانس الذين يعبرون عن هذا الشيطان المارد المرجوم ، واجلي مظاهر ذلك الاستكبار الظالم والاستعمار البغيض والاحتلال المجرم الغاصب واعوانه من بني جلدتنا والحكام المتسلطين الذين يمارسون القمع ويغيبون ارادة شعوبهم ، هؤلاء لابد ان يكونوا حاضرين في مخيلتنا ونستشعر العداء لهم باستمرار ، وفي المقابل نعيش حالة النصرة للمقاومين المتصدين لصلف الاستكبار وظلم الاحتلال ، وبهذه المنهجية نعرف عدونا ونعرف طريق النصر ونخطو اولى خطواته ان شاء الله.
سليمان منصور