لنكافح معا جريمة الاتجار بالبشر
من الجرائم الخطرة والتي تستوجب وقوف الجميع ضدها وعملهم معا لمكافحتها جريمة الاتجار بالبشر كواحدة من الجرائم البشعة التى انتشرت مؤخرا واصبحت هناك العديد من الجهات – بكل اسف – تعمل على التواصل مع العصابات المختصة في هذا النوع من الجرائم محترفة هذه الأعمال الشنيعة التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء وتأثر بها اضعاف اضعاف هؤلاء في ظل ضعف الرقابة وشبه انعدام للدولة وحتي في حالة توقيف بعض المتورطين في هذه الجرائم وتقديمهم للمحاكمات فان عدم توقيع العقوبات الرادعة يشجع ضعاف النفوس على استمرار التنسيق مع هذه العصابات والتي تدفع مبالغ طائلة لمن تعتبرهم وسطاء لاكمال هذه العمليات القذرة.
ومن المعروف ان العديد من الجهات ظلت تعمل في هذا النشاط الغير مشروع خاصة مع الأوضاع الاقتصادية الحرجة في كثير من المناطق والتي تدفع كثيرا من الناس للبحث عن أي وسيلة لزيادة دخلهم وتحسين وضعهم فيلجا البعض للبحث عن السفر ويقعوا ضحايا للعصابات ومن يعمل معها من المجرمين في بلادنا وغيرها من البلدان ، وفي الغالب يكون ضحايا هذه العصابات الشباب من الجنسين ممن يفتقرون إلى التجربة والوعي ويندفعون بحماس غير متحسبين للعواقب فيقعوا في قبضة المجرمين ويمكن ان يذهبوا ضحايا ويفقدوا أرواحهم لا سمح الله خصوصا من يقعون في قبضة العصابات التي تمتهن تجارة الأعضاء وهؤلاء يقومون بقتل الضحية واستخراج كل الاعضاء الحيوية منه كالكلية والكبد والقرنية وغيرها وبيعها باثمان باهظة بالتنسيق مع جهات مختصة تساعد في تهريب هذه الأعضاء ، وتجهز هذه العصابات مقارا مؤهلة لاستخراج الأعضاء بواسطة أطباء محترفين وهؤلاء يستحقون اكثر من غيرهم أقسى العقوبات حتى يكونوا عبرة للجميع إذ لولاهم لما تمكنت هذه العصابات من اكمال اعمالها هذه ، والمحظوظ من الضحايا من لا يكون نصيبه القتل واستخراج أعضاءه وهؤلاء يذهبون بهم إلى بلدان أخري ويتم استخدامهم في أعمال أخري من عمالة منزلية وعمال ترويج وتوزيع مخدرات وبعضهم يتم استخدامهم في أعمال الدعارة والى غير ذلك من الأعمال الغير مشروعة التي تقوم بها هذه العصابات ، وضحايا هؤلاء المجرمين في الغالب العام من الفتيات والأطفال لسهولة السيطرة عليهم وعدم تمكنهم من الهروب .
إن هذه الجرائم البشعة تستدعي وقوف الجميع صفا واحدا بوجهها والعمل معا ضدها وعدم التراخي اطلاقا مع هؤلاء المجرمين او الغفلة عن أي اشتباه في نشاط يمكن أن يكون مرتبطا بهؤلاء المجرمين.
ونشيد في هذه المساحة بما انجزه فريق مشترك من جهاز المخابرات العامة وشرطة مكافحة الإتجار بالبشر (يوم الخميس الماضي) من ضبط الموقع المركزي الذي يتم فيه إيواء المهاجرين يمدينة أمدرمان.
وأسفرت المداهمة عن ضبط ٣ متهمين رفقة ٦١ ضحية من جنسيات مختلفة وعدد واحد قطعة سلاح ومؤنة غذائية كاملة .
وأعلن جهاز المخابرات أن المجموعة الموقوفة قد تم ترتيب وأعداد جوازاتهم بحسب الدول المخطط التهريب إليها موضحا” أن العملية تمت بنجاح و أدلت العصابة بإعترافات كاملة عن مخطط المسار والوجهات التي سيتم نقل الضحايا إليها ومن بينها منطقة المثلث الحدودية.
وأكد الجهاز أن القوات المشتركة ظلت تترصد تحركات المجرمين منذ فترة وقامت بالتنفيذ بعد تأكدها من إستكمال حلقات وخيوط الربط بين المهربين وإكتمال المجموعة المعنية بالتهريب
وذكر أن هذه العملية تعد هي الأكبر من نوعها وتم تنفيذها في المقر الرئيس الذي كان يستخدم في تجميع كافة الضحايا القادمين من مناطق مختلفة.
مؤكدا أن النجاح كان ثمرة تعاون إيجابي وتنسيق مشترك بين المخابرات العامة وشرطة مكافحة الاتجار بالبشر.
سليمان منصور