أخبار السودان :
لنفرض على الأجانب احترام سيادتنا
سليمان منصور
لا يخفى على احد مقدار الاستخفاف الذى يتعامل به بعض الأجانب معنا ، إذ نرى دوبلوماسيين وموظفين اممين يتجاوزون كل الأعراف والضوابط التى يجب عليهم مراعاتها وهم يتعاملون معنا.
فليس من اللائق ولا المقبول قط هذا الاستخفاف الذى يتعامل به بعض الأجانب ، إذ نراهم يقتحمون والحدود ويرتكبون المخالفات تلو المخالفات دون مراعاة لأى بروتوكول او تقدير لسيادة البلد التى يفترض ان تراعى من قبل الجميع ولا يتجاوزوا عليها باى حال من الأحوال.
ماذا يمكن أن نفهم من التحركات الغير مقبولة للسفير الأمريكى ودخوله فى تفاصيل لاشان له بها؟ أليست هذا نوع من الاعتداء على السيادة بشكل صارخ؟
وتشبه تحركات السفير الأمريكى فى الاعتداء على سيادة البلد والبعد عن الالتزام بما تفرضه هذه السيادة من ضرورة احترام الأجانب للبروتوكولات التى تنظم عملهم ، شبيهة هذه التحركات بتحركات السفير البريطانى ونظراءه السعودى والمصرى والإماراتى ، فى خطوات تعتبر كلها نوعا من التعدى الكبير على سيادتنا واستقلالنا.
إن هؤلاء الدبلوماسيين يمارسون العبث ويلعبون علينا مستغلين ضعف المؤسسة السياسية والعسكرية فى بلادنا والا لكانوا مجبرين على البقاء فى أماكنهم والتقيد بما تفرضه عليهم القوانين الحاكمة لعملهم والتى تضبط تحركاتهم.
ويتطلع كثيرون إلى خطوات حاسمة تمنع الأجانب من تجاوز حدهم وتضع حدا لتدخلاتهم السافرة فى تفاصيل الشان الداخلى ، وينظر كثيرون باكبار الى ما قام به الاخوة فى تشاد من طرد السفير الألمانى فى انجمينا رفضا للعبث الذى ظل يمارسه فى البلد دون مراعاة لأى ضوابط تحكم طبيعة عمله ، ويامل البعض ان تتخذ حكومتنا موقفا مشابها وتمنع الفوضى التى درج عليها هؤلاء المتطاولون علينا.
البعض يرون ان احساس قطاع واسع من المواطنين بالقهر وهم يلحظون
رجال ونساء السفارات والبعثات فيها وأغلبهم عناصر مخابرات وقد تجاوزوا الحدود والخطوط وأصبحوا يتصرفون فى البلد وكأنهم الحكام الفعليين ، يرون ان الاحساس بالقهر امر طبيعى وفى مكانه.
وفى هذا السياق كتب الاستاذ بكرى المدنى :
مبعوث دولى يلتقي سفيرا أجنبيا أو عربيا في الخرطوم لمناقشة الشأن السوداني قبل ان يلتقي مسؤولين سودانيين وسفراء عرب وعجم في السودان يجتمعون لمراجعة العملية السياسية ويقررون بشأنها ويقدرون من يستدعون من الأطراف السودانية لتكليفه بمهام محددة ومن يمنعون من أهل السودان المشاركة في شأن وطنهم
مواطنون عاديون ومواطنات سودانيات في أحياء الخرطوم المختلفة يتواصلون مع أطقم السفارات العاملة في السودان يدعونهم ويستجيبون لدعواتهم ويوثقون في بله لتلك العلاقة الشائنة
جهلاء لا يفرقون بين السياسة والدياثة التى تعرض البلد في سوق النخاسة الدولية وبعض السفهاء من الساسة يجوزون هذه العلاقة في سبيل الإنتصار على الخصم الوطنى. انه العبث الذى بات يتحكم فى بلادنا ويلزم ان نضع حدا له ان أردنا فرض احترامنا على الغير.