لنعمل جميعا من أجل إيقاف القتل
ان من واجب الجميع ، – حكومة ، ومؤسسات أهلية ، ومنظمات مجتمع مدنى، وحتى الأفراد ، – أن يسعوا جميعا إلى لعب دور ايجابى ، كل من موقعه ، والمساهمة فى وضع حد للنزاع المتجدد كل مرة ، ويتسبب كلما نشب فى مقتل وجرح وتشريد العشرات واحيانا المئات من الأبرياء ، الذين فى غالب الأحيان لاتكون لهم علاقة مباشرة بسبب النزاع وأنما هم ضحايا لصراعات ومحلا لتقاطع مصالح واجندات ليس لهم لها شأن ، وهذا أمر محزن جدا ، بل مخالف للدين والأعراف والأخلاق والإنسانية .
نقول هذا الكلام ونحن نتابع باسى وقلق ما شهدته وتشهده ولاية غرب دارفور هذه الأيام – منطقة كرينك – من اقتتال بين بعض مكونات المنطقة الملتهبة اصلا ، وقيل إن سبب تفجر النزاع الحالى مقتل أثنين من الرعاة ، وقد عاشت المنطقة أجواء مرعبة وشهدت مجازر بشعة لم تراع فيها الجهات المتقانلة حرمة الدماء والتى يكون سفكها أشد حرمة فى الشهر الكريم .
تقع منطقة كرينك إلى الشرق من عاصمة الولاية مدينة الجنينة بثمانين كيلو مترا ، وهذا يعنى أنها منطقة قريبة من مركز الولاية حيث تتمركز القيادة السياسية والعسكرية والأمنية ، الشيئ الذى يفترض أن ينعكس إيجابا على أمن وحماية الناس وممتلكاتهم ، ونقول إن وقوع هذه الأحداث المؤسفة بالقرب من مركز الولاية يرتب مسؤولية مباشرة على الحكومة ، التى يفترض أن تتولى بسط الأمن وفرض القانون وعدم التراخى فى ذلك ، والإسراع فى ملاحقة أى تفلتات أمنية وتسيب وعدم انضباط ، حتى يشعر الجميع بوجود الدولة وهيبتها ، والا فلتذهب سلطة لاتستطيع القيام بابسط واجباتها .
وكان الهجوم الأول قد بدأ يوم الجمعة الماضى ، ليتكرر بعد ثلاثة أيام (فجر الاحد) ، فى غياب تام لحكومة الولاية أو السلطة الإقليمية ، مما يعتبر تقصيرا كبيرا يستوجب الاستقالة فورا للسيد الوالى وأركان حربه ، ومن خلفه حاكم اقليم دارفور ، السيد منى اركو مناوى ، المطالب بمواجهة الموقف بشجاعة ، والاعتذار لأهلنا فى كرينك عن التقصير ، وعدم الاكتفاء بذلك فحسب بل لابد الاستقالة والا فالاقالة….القتل …
إدارة التعليم بمنطقة كرينك ، ولاية غرب دارفور نعت منسوبيها الذين راحوا ضحايا فى هذا الاقتتال الجاهلى البغيض ، وهذه رسالة يلزم أن تتبع الجميع إلى خطورة دفع الأبرياء ثمن اقتتال أصحاب الأجندة .
وفى الوقت الذى تداعت فيه العديد من الجهات إلى الحديث عن الفاجعة مبدية حزنها لما جرى منادية بضرورة ضبط النفس وايقاف الاقتتال محملة الحكومة مسؤوليتها بشكل مباشر ، فى هذا الوقت نشهد بكل اسف تعاملا غير مسؤول ولامحترم من قنواتنا الفضائية ومحطاتنا الإذاعية – الا من رحم ربى ، وقليل ما هم – فنراها لايهمها الشان العام ، ولا تكرث بالمصاب ، ولا تراعى مشاعر أهل الضحايا ، وهى تستمر فى بث الاغانى والاحتفالات ، والمجازر تحصد أبناء الوطن ، مما يعنى ابتعاد القائمين على هذه المحطات عن هموم الوطن وقضاياه ، مما يستدعى ضرورة مساءلة النافذين وعلى رأسهم وزير الثقافة والإعلام .
سليمان منصور