لماذا لا تتراجع الاستثمارات؟
تحت عنوان الاستثمارات بالسودان .. تراجع واضمحلال كتبت الأستاذة هنادي الصديق بصحيفة الانتباهة وتوصلت إلى أن الاستثمارات في البلد قد انحسرت.
اولا نشكر الأستاذة هنادي على طرحها هذا الموضوع واجرائها هذا التحقيق ، ولفت نظر كثير من الغافلين الى الخطر المحدق بالبلد.
ثانيا نؤكد على ما قالته الأستاذة وما توصلت اليه ونؤيد ما تم ذكره من أسباب افضت الى هذه النتيجة ونتمني ان ينصلح حال البلد.
وإضافة الى ما ذكرته من أسباب كلها وجيهة وفي مكانها فإننا نقول ان هناك جانب اخر نريد أن ننبه له وهو تعاملنا اللامسؤول مع الاجانب ، واستسهال اكل أموالهم ، والنظر اليها باعتبارها حلالا ، ورؤية البعض ان الحصول على مال الأجنبي شطارة وفهلوة ، وان المغفل الساذج من يقع في يده مال لمستثمر اجنبي او اى اجنبي ولو كان طالبا او عاملا بسيطا او حتى مريضا يطلب العلاج ، ولم يخدعه ويحصل منه على الاقل على جزء من أمواله ، فهو مغفل لايجيد انتهاز الفرص.
كثير من التجار الأجانب الذين كانوا يعملون في البلد ، وبرؤوس اموال صغيرة ، وذلك ايام الاستقرار الاقتصادي الذي شهدته البلد بعد توقيع اتفاقية السلام واستخراج النفط ، كثير من هؤلاء التجار تعرضوا لعمليات احتيال وغش ، ووقعوا ضحايا لعصابات ومجرمين ، يرون ان النجاح في أكل اموال الغير وبالذات الاجانب.
وجاءت فترة من الزمن كانت بعض السجون تضم اجانب جاءوا إلى البلد كمستثمرين لكن رمت بهم الظروف في السجن بعد ان تعرضوا لعمليات احتيال وغش.
هؤلاء الذين تعرضوا للخداع ليس فقط لن يعودوا إلى البلد كمستثمرين ، وإنما ينشروا وسط معارفهم ما عرفوه سوء البلد وأهلها ، وينصحون كل من يفكر في استثمار أمواله في السودان ان يعيد النظر في هذا القرار.
ونقول للاستاذة هنادي الصديق لماذا لا تتراجع الاستثمارات وتنكمش في البلد وهذا حالنا ؟ وهذه صورتنا التى لا تسر.
علينا أن نصلح أنفسنا اولا ، قبل المطالبة بإصلاح الشأن العام ، ونسأل الله صلاح الحال والمآل.
سليمان منصور