السودان بلد متعدد الاعراق والثقافات، والطبع العام لأهل البلد هو التعايش السلمى ، وتحمل بعضهم بعضا ، والوقوف صفا واحدا أمام التفرقة بين ابناء الوطن ، وما ينتج عنها من بلاء ، وبالذات ان كانت المسألة متعلقة بالعنصرية كمرض مقيت وداء عضال ، ولن تنجو أمة انتشر فيها هذا الوباء.
وعرف عن أهلنا فى دارفور التسامح والحكمة والتعايش السلمى وتفويت الفرصة على صاحب كل أجندة يريد أن ينشر الفوضى المفضية إلى الاحتراب فى البلد لاسمح الله.
على رأس حكماء البلد قادة الإدارة الاهلية بكل تراتبياتهم وعملهم كل من موقعه ، فالجميع يسهمون فى إطفاء نار الفتنة الهوجاء التى يعرفون انها لن تبقى ولن تذر ان نشبت نيرانها يوما فى الوطن لاسمح الله.
ومن القبائل التى حظيت باحترام وقبول كبير عند الناس فى بلادنا قبيلة الرزيقات ذات التمدد الواسع والانصهار والاندماج مع كثير من القبائل فى البلد.
نقول هذا الكلام بسبب التصريح الغير مسؤول لناظر الرزيقات محمود موسى مادبو وللقيادى الكبير فى القبيلة ونائب حاكم دارفور الاستاذ محمد عيسى عليو.
وكان السيد الناظر والسيد نائب الحاكم قد قالا ان الفريق حميدتى ابن القبيلة وأنها لن تسمح باى استهداف له وتعتبر ذلك استهدافا للقبيلة ككل معتبرين ان ذلك خط أحمر ، وحذرا من ان ذلك سيؤدى الى ما لاتحمد عقباه.
إن هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا ويمثل انتكاسة كبرى لقيادات ذات وزن مجتمعى وسياسى ، ولابد من التصدى لمحاولات تغذية العنصرية البغيضة والا فان الخراب سيعم البلد ككل لاسمح الله.
وحسنا فعلت هيئة شباب الرزيقات التى تستحق الاشادة والتقدير وهى تتصدى بمسؤولية لهذا التسافل فى الخطاب ، وترفع صوتها مستنكرة اسلوب قادتها فى بيان جميل ، وننقل أدناه بعض فقراته.
(ان بيان الناظر يمثل رأيه الشخصى و ليس رأى القبيلة ، وهو بيان يؤثر على اللحمة الوطنية لابناء الشعب السودانى و دعوة صريحة للفرقة و الشتات والتعصب المناطقى و القبلى الذى من شأنه ان يقود البلاد لحرب اهلية طاحنة ان اعتبرت كل قبيلة
ابنها خطا احمر ، وهو سلوك نرفضه جملة و تفصيلا ، و نرفض اقحام القبيلة فى الصراعات السياسية ، و تظل القبيلة جسم اجتماعى للتعارف و التآخى لا دخل له فى السياسة ).
أيضا لابد من الإشادة بالموقف المسؤول لابناء المحاميد الذين صدر عن تنسيقيتهم العليا بيان فى الموضوع ، ومن ما جاء فيه
( طالعنا تصريحا لناظر الرزيقات محمود موسي مادبو اقحم فيه الرزيقات كمكون اجتماعي في حلبة الصراع السياسي الجاري في البلاد بإعلانه وقوف ودعم قبيلة الرزيقات للسيد قائد الدعم السريع وهدد الناظر باسم القبيلة كل من يتعرض لحميدتى وادخل القبيلة بذلك في منعطف صراع سياسي خطير ومضر بوحدتها وتماسكها كما وضعها الي جانب الوقوف ضد ارادة السودانيين في تطلعهم لبناء دولة القانون والمؤسسات على حساب دولة القبيلة والعشيرة الموجودة الان ).
اننا نجد أنفسنا مطالبين بازجاء عاطر التحايا لشباب الرزيقات والى الهيئة التنسيقية للمحاميد وهم يقولون هذا الكلام الجميل والمحترم ويتصدون لأى تصريحات سالبة يمكن أن تسهم فى إذكاء نار الفتنة وتغذية العنصرية البغيضة.
بقلم: سليمان منصور