لا خير فينا ان لم نردع سفير أمريكا
ليست هناك دولة تحترم نفسها الا وهى تمنع الأجانب من التدخل فى الشؤون الداخلية لها ، وتردعهم وتحول بينهم وبين تناول ما لا شان لهم به ، ومن المعروف ان هناك اتفاقيات ومعاهدات ومواثيق تحكم عمل البعثات الدبلوماسية ، وتوضح حدود عمل الدوبلوماسى ، وتعطى الدولة المضيفة الحق فى ابداء عدم رغبتها فى بقاء الدوبلوماسى على أرضها ، ويجب على الدولة ان تسحب الدوبلوماسى غير المرغوب فيه .
وعلى المستوى النظرى الجميع يقرون هذا الكلام لكن ماذا يمكن أن نفهم من مخالفة البعض بصراحة لهذا الاتفاق الملزم للجميع ؟ أليس هذا نوع من الأخلال بالمواثيق والمعاهدات الدولية ويعتبر فى نفسه سببا لردع من يخالف هذا التوافق ؟ هاهى أمريكا تدوس على الاتفاقات العالمية الملزمة وتعطى نفسها الحق – بدون حق – فى مخالفة ما توافق عليه الناس ، فامريكا تحشر انفها فى ما ليس لها به شان ، وبازدواجية واضحة تمنع الآخرين من الاتيان بمثل ما تأتى به ، ولن نعدم أمثلة لتقديمها عند الحديث عن التدخلات السافرة لسفراء أمريكا فى عدد من عواصم العالم ، ونقف هنا مع السفير الأمريكى فى الخرطوم
السيد جون غودفري الذى أتى بتصرف اقل ما يمكن أن يقال عنه انه
تدخل فى شؤوننا الداخلية التى لاعلاقة له ولا لأى أجنبى بها.
هيا نقرأ الخبر التالى والذى يوضح مدى الصلف والغرور الأمريكى ، وفى نفس الوقت يوجب علينا هذا التصرف سرعة الرد بحسم وردع هذا السفير ، والا فلا خير فينا.
يقول الخبر :
طلب السفير الأمريكي بالخرطوم جون غودفري من بعض أسر شهداء ثورة ديسمبر معرفة بعض تفاصيل الشهداء كأعمارهم وتواريخ استشهادهم .وكشفت والدة الشهيد محمد مطر أميرة بابكر تفاصيل جديدة حول لقاء جمعهم بالسفير الأمريكي الجديد، وقالت بحسب الانتباهة قدمنا مطالب واضحة للسفير الأمريكي والمجتمع الدولي تتمثل في القصاص للشهداء. وأفصحت عن وعد من السفير الأمريكي بلقاء موسع مع أسر الشهداء بعد لقائه الأول مع أربع منها
وأوضحت أميرة أن السفير قال إنه مع الانتقال الديمقراطي والحكومة المدنية التي يرضى بها الشعب السوداني .كما أبدى تفهمه للرسائل والملاحظات التي أبدتها أسر الشهداء حول مشاركة جزء من المدنيين في اعتصامات داعمة للمكون العسكري والتي تتعارض ربما مع مطالب الشارع
ونقول ان عوائل الشهداء قد وقعوا فى خطأ جسيم بطلبهم من السفير الأمريكى القصاص لابنائهم فليس هو من يوجه له هذا الطلب ، وليستمر رهانهم على شعبهم الذى صنع التغيير ومستعد لصناعة نصر كبير وهزيمة الانقلابيين والانتصار للشهداء لا غلة امريكا وعموم القوى الخارجية ولابد ان نؤكد انه لاخير يرجى من امريكا ولاخير فينا ان لم نردع هذا السفير ونوقفه عند حده.
سليمان منصور