أخبار السودان :
لا حل لازمتنا الا بالوفاق ونبذ التطرف
ان شرق الناس أو غربوا يبقى الوفاق ونبذ التطرف سبيلا لحل أزماتنا المتزايدة ، ولا سبيل لإخراج البلد من هذا النفق المظلم الا بالتراضى على برنامج واضح ، يقوم بشكل اساسى على قبول الجميع ببعضهم بعضا ، فلا إقصاء ، ولا طرد لمكون مهما صغر حجمه ، وقل تمثيله وسط الناس ، إذ انه فى نهاية المطاف يكون الحكم للجمهور العريض ، وهو الذى يختار من يريد تقديمه ، ويفوض من يراه مستحقا لنيل ثقته ، ولا مجال لاحد ان يعترض على هذه السياسة ، والا فسنقع فى محظور الدكتاتورية والوصاية والشمولية ، وهذا ما لايمكن قط اعتماده كمنهج لبناء البلد وإنهاء ازماتها المتطاولة.
ومن نافلة القول التأكيد على أن هذا الكلام لايعنى باى حال من الأحوال القبول بالفساد والتعايش مع المجرمين الذين تلوثوا بالظلم والعدوان والسرقة ، وإنما يلزم محاكمة كل من تورط خلال سنوات الإنقاذ العجاف فى الظلم والفساد والسرقة والمحسوبية وكل الوان التجاوز وأشكاله ، فالفساد لا حزب ولا انتماء له ، ولايمكن القبول بالقول المتطرف ان الفساد مربوط بالانتماء السياسى ، ليصل القائلون بذلك إلى الدعوة للاقصاء على اساس هذا الانتماء السياسى ، فالاسلامى يلزم ان يزاح من اى منصب ، وليس هذا فحسب وإنما هناك دعوات متطرفة لايمكن أن تمضى ، وهى القول باجتثاث الإسلاميين من المشهد ، وابعادهم بصورة كاملة من المشاركة فى التوصل إلى صيغة لحكم البلد ، ولا شك أن هذا الكلام وهم كبير ، بل وسذاجة مفرطة ، فالاسلاميون جزء من مكونات هذا المجتمع ، ويستحيل القضاء عليهم وكنسهم ، وهذا القول يتبناه كثير من العاقلين ، الذين يعرفون جيدا ان التطرف سيورد البلد المهالك ، وان اى دعوة غير منطقية لايمكن تطبيقها.
ومن السياسيين المعروفين بعدائهم للإسلاميين الاستاذ منى اركو مناوى ، والأستاذ ياسر عرمان ، وهما نموذج للقائلين بخطأ الدعوة لاجتثاث الإسلاميين ، بل القول بان هذا أمر غير ممكن اصلا.
بالوفاق ونبذ التطرف ومحاربة الفساد ومحاكمة المجرمين نتقدم معا فى طريق بناء الوطن وتخليصه من الآفات.
والله الموفق.
سليمان منصور