لايليق بكم دعم الانقلابيين شيخنا
ليس جديدا فى دنيا السياسة واضابيرها أن تلجأ السلطات – خاصة تلك التى تعانى من عقدة فقدان الشرعية ، وتواجه رفضا واسعا فى الشارع – ، ليس جديدا أن تسعى إلى نيل رضى بعض الجهات ذات الأثر الكبير وسط الناس ، لعل ذلك يسهم في فك عزلتها ، وتسويقها للجمهور باعتبارها تحظى بمقبولية لدى قطاع واسع ومهم فى الشارع .
وليس جديدا ذهاب بعض مشايخ الطرق الصوفية وقيادات مجتمعية وأهلية أخرى خلف السلطات ، أما جهلا بالواقع ، ولعدم معرفتهم الحقيقية وقراءتهم السليمة للاحداث ، وهذا اخف ضررا ، اذ ان سذاجة هؤلاء القادة الدينيين والمجتمعيين هى التى تجعلهم ادوات فى ايدى الانقلابيين وعموم السلطات الفاقدة للشرعية ، تحركهم وتقضى بهم حاجتها وتصل بهم إلى مبتغاها ، والقسم الآخر من هؤلاء القادة ليس بالضرورة أن يكونوا ساذجبن ، فهم بعرفون جيدا ماذا تريد منهم السلطات ، ويسعون بمواقفهم إلى تحقيق مصالح خاصة ، ولا شان لهم بالمصلحة العامة.
ومن المراكز الدينية الهامة فى بلادنا مشيخة الشيخ عبد الرحيم البرعى رحمة الله عليه ، ومع أن رحيل الشيخ قد ترك أثرا سالبا كبيرا ومباشرا على المشيخة ككل ، وعلى بيت الشيخ خصوصا ، وان الشقاق والنزاع قد ضرب البيت الكبير واحدث شرخا يصعب اصلاحه ، إلا أن الأمور قد استقرت ، ودانت السيطرة للخليفة الشيخ الفاتح البرعى ، وانه يقود السفينة الان باقتدار فى بحر متلاطم الموج ، وشيئا فشيئا بدأت الاوضاع داخل البيت والمشيخة تهدأ والحمد لله.
ومما نخشاه أن تتسبب بعض التصرفات فى فقدان الخليفة الشيخ الفاتح والمشيخة ككل احتراما ظلت
تحظى به طوال حياة الشيخ عبد الرحيم البرعى ، ومن المؤسف أن نقرا خبرا صادرا عن إعلام مجلس السيادة (الانقلابى) عن استقبال البرهان لشيخ
الفاتح ، وقد بحث الطرفان بحسب الخبر قضايا الولاية ككل ومنطقة الزريبة خصوصا ، ونقول يا شيخنا الفاتح ابتعد عن الانقلابيين ولا تدعهم يستغلونك و يوظفونك خدمة لاهدافهم وتحقيقا لامنياتهم ، فهذا لايليق بك ياشيخ ، واعلم انك وتلاميذك ومشيختك وخلافتك انتم الخاسرون أن وقغتم مع الانقلابيين وعارضتم إرادة الشارع المطالب برحيلهم.
بقلم: سليمان منصور