لابد من وضع حد لهذه البلطجة والا
من أخطر الأشياء ان يفقد الإنسان الشعور بالامن والاطمئنان ، ويكون في غدوه ورواحه خائفا وجلا ، ومن الخطورة بمكان ان يعم البلد الانفلات الامني فإنه خطر يهدد الجميع بلا شك ، وستنعكس آثاره الوخيمة علي المجتمع ككل ، وتقع مسؤولية بسط الأمن وفرض الانضباط علي الحكومة في المقام الأول ، وعلي الناس أيضا تحمل مسؤولياتهم ، والبحث عن أي طريقة تسهم في القضاء علي حالة الانفلات التي تشهدها بعض مناطقنا بكل اسف.
وبعد جريمة إمتداد ناصر الغامضة ، وتباين التحليلات حولها ، وفي انتظار كشف هذا الغموض وحل الطلاسم المصاحبة لهذا الحدث المفجع والغريب عن مجتمعنا ، في ظل هذه الظروف نقرأ عن جريمة خطيرة وقعت في امدرمان ، والفاعل فيها معروف وأركانها مكتملة ، وتشكل مثل هذه الجرائم احد أخطر مهددات الاستقرار والسلام والامن في البلد ، وهي عملية البلطجة والخروج عن القانون التي حدثت بامبدة ، ويقول الخبر (نورده على طوله ليعلم الناس خطورة مايجرى) :
احتجزت عناصر حركة مسلّحة تتبع لعضو بالسيادي ثلاثة تجار، وساومتهم بين دفع فدية مليوني جنيه ، أو الاستيلاء على عربة لاندكروزر تخصّهم في حال عدم الدفع نظير إطلاق سراحهم.
وكشفت صحيفة الانتباهة الصادرة، الأثنين، أنّ قوّة مسلّحة من إحدي حركات الكفاح المسلّح اقتادت التجار إلى مقرّها بأمبدة واعتدت عليهم بالضرب المبرح ونهبت هواتفهم ومقتنياتهم.
وأشارت إلى أنّ الحادث وقع مساء الجمعة حينما كان أحد التجار في طريق عودته بطريق شريان الشمال قاصدًا منزله، وكان يقود عربة بوكس
وأثناء سيره تعطّلت السيارة فأنزلها من الأسفلت جانبًا، وذلك بالقرب من الفحص الآلي بأمبدة، وبينما يحاول معرفة أسباب العطل بالسيارة حضر إليه شخصان يرتديان الزيّ المدني ويحمل أحدهما بندقية كلاشنكوف وطالباه بتسليمهما مفتاح سيارته والنزول عنها
ولكنّه رفض وقام بإجراء اتصال هاتفي بشقيقه والذي سارع إليه في غضون دقائق ووصل وكان يقود عربة لاندكروز ومعه شخص آخر ونزلا للتحدّث مع المسلحين.
وفي تلك الأثناء انسحب أحد المسلّحين وعاد أدراجه إلى المبنى وبعدها عاد مرة أخرى ومعه قوّة مسلّحة ببنادق كلاشنكوف وقامت القوة بإطلاق أعيرة نارية في الهواء وقامت باقتياد أشقاء التاجر ومعهم التاجر إلى داخل المبنى وهنالك تمّ الاعتداء عليهم بالضرب المبرح ونهبهم هواتفهم ومقتنياتهم
وبعدها عرضوا عليهم أنّ يغادروا المبنى مقابل تركهم سيارتهم اللاندكروز، ولكنّهم رفضوا وعندها ساومهم المسلّحون على دفع مبلغ فدية حوالي مليوني جنيه نظير إطلاق سراحهم
وعند الرابعة صباحًا أفرجوا عن الأشقاء الاثنين وابقوا على الثالث بحجة إحضار مبلغ الفدية وبعد ساعات حضرت مجموعة من أعيان قبيلة التجار وأسرهم وقابلوا المسلّحين وتحدّثوا معهم وبعد مفاوضات أفرج عن الضحايا الثلاث.
إن هذه الجريمة ومثيلاتها تستوجب المواجهة بقوة وحزم ، ولابد من وضع حد لتصرفات هذه الحركات المسلحة ، وايقاف البلطجة التي تمارسها والا فسيخسر الجميع ، ولنعلم انه ليس هناك كبير على القانون قط و ان الفوضي العارمة ستعود وبالا على الجميع.
سليمان منصور