لإنقاذ مسمار في الرأس وحديدة في*القوى السياسية التي أثبتت فشلها عبر تاريخ السودان المعاصر قد وصلت ذروة الخواء الفكري والسياسي وهي تعمل على تصفية مكتبات ثورتنا مكسباً أثر مكسب. ففي الصباح الذي خرج فيه اهل السودان في ذكرى فض الإعتصام إنما يعملون على تنشيط الذاكرة الشعبية بان الدماء التي أريقت سيظل الثوار قائمين عليها ليس من باب الثأر إنما من باب البناء الوطني الذي يرتفع فوق المرارات من أجل الوطن وفوق الدماء من أجل البناء. الهمة العالية التي تحلى بها شبابنا ستبقى هي الترياق الذي يغذي سنام السلام والحرية والعدالة بل وأكثر من ذلك يجعل من المطالبة بدماء الشهداء نبراسا يشع في دياجير الوطن، ولعل ضيق الحياة وشظف العيش وفشل النخب السياسية وعلى الأخص حكومة حمدوك الأولى والثانية والتي قادتنا لهذه المتاهة كل هذا قد يجعل النظر غير المنصف للحراك الثوري وكأنه أقرب الفوضى أو يمكن أن يخترقه الفوضويون لذلك نجد أن هذا الطريق ونعني به الإحتجاج السياسي عندما ترتفع مفاهيمه سيكون بالتأكيد صمام الأمان للثورة والقرار الثوري ، وليس أدل على ذلك مما ذكره لنا العميد ابراهيم عبود عندما اتصلنا به وهو في إدارة مكافحة الشغب والعمليات فأجابنا بأنه
لإنقاذ مسمار في الرأس وحديدة في* في اجتماع لحماية المسيرة ضحكنا ونحن نقطف ثمرات الثورة الماجدة التي استبدلت أساليب مكافحة الشغب وأطلقت عليها اسم تأمين مواكب الثوار إن هذا المنطق وحده ينزل برداً وسلاماً على القلب والشرطة كل يوم تتطور لتكون في خدمة الشعب والأهم من ذلك ان الدم السوداني وجد من يحميه.
*ويسوقنا الفريق محمد حمدان دقلو في خطبة محزنة وهو يقول بأنه من قام بإعتقال البشير وإنه صاحب قدح معلى في الثورة ، ولولا إنحيازه للثورة لكان البشير حاكماً حتى اليوم ، وهذا الزعم صحيح لكن ماقدمه الفريق حميدتي ماذا يمثل تجاه تضحيات أهل السودان الذين إفتقدوا الدكتور الشهيد / علي فضل ، وهو يستشهد بدق مسمار في الرأس ، وكان ذلك في بداية سيئة الذكر الإنقاذ في أول سنواتها وفي خاتمتها إفتقدنا الشهيد / احمدالخير ، في أبشع الصور اللا إنسانية بقتله بحديدة في دبره ، إن المسيرة الدامية لإنقاذ الشؤم التي عذبت الشعب السوداني بطريقة لم تمر عليه عبر تاريخه ، تجعلنا نذكِّر الفريق حميدتي بأنه غير محتاج لتذكير شعبنا بماقام به من الإنحياز له ، خاصة وإنه قد كان جزءاً من النظام البائد ، أما اذا كان حديث الفريق حميدتي يقصد به القوى السياسية التي اعتمدت عليه هوناً ما ثم تنكرت له فهذه النخب قدخذلت الشعب السوداني كله ثم عرضته في سوق النخاسة السياسي بثمن بخس او بوطن بديل .
لإنقاذ مسمار في الرأس وحديدة في*إن صرخة الفريق / حميدتي لابد من التوقف عندها مليّاً ونرجو أن لا تكون صرخة في وادي الصم فبلادنا التي تعاني الأمّرين وأضحت تحت مخالب الطامعين من المحيط الاقليمي والدولي أدواتهم من بني جلدتنا وبمعاونة أناس ظنناهم أشقاء ولكنهم إختاروا الإصطفاف في صفوف أصحاب المطامع في هذا البلد الطيب ، وهذا الإفتراس الأممي لبلادنا سيجعلنا نقف صفاً واحداً في طريق المقاومة التي تخلق بين مكونات شعبنا المواءمة ، ساعتها سيكون مبتغانا الحرية والعدل والسلام والسلامة..وسلام يااااااوطن.
سلام يا
الزمان والمكان لا يتناسبان وهذا الخصام ، كتبت على وريقة مهترئة أنها تبحث عن قيمة الحياة ، وعن حياة تعرف كيف تصنع الضياء .. تلفتت يمنة ويسرة ورفعت رأسها الى السماء وهتفت ما أقسى مرور الكرام في شوارع اللئام .. وسقطت مغشياً عليها..لم تجد من يرفعها والسابلة يمضون سراعاً ..وسلام يا.
الجريدة