يحذّر كاتبا المقال كيغان ماكبرايد وإلبي ناتي من تخلف الولايات المتحدة عن الركب الرقمي وعدم قدرتها على قيادة العالم. فأي القوى في العالم ستتصدر العالم الرقمي والقيادة؟
تتطلب المنافسة في العالم الرقمي إنشاء وصيانة البنية التحتية الرقمية وجمع وصيانة وقواعد البيانات الرقمية الكبيرة وتخصيص هويات رقمية للمواطنين والشركات وتقديم الخدمات الرقمية والأنظمة الصديقة لها. وفي الحقيقة برز ضعف الولايات المتحدة في الرقمنة منذ جائحة كورونا. وأثبتت إخفاقات المشاريع الرقمية اللاحقة تداعي البنية التحتية الرقمية، كمشروع Healthcare.com، واستمر التداعي في إدارة بايدن.
أما الدول التي تصعد صاروخيا في المجال الرقمي فهي الصين؛ حيث فاجأت الصين الغرب “بنظام الائتمان الاجتماعي” تحت شعار “الصين الرقمية بحلول 2035”. ويدعم هذا النظام عامة الناس بمستوى خدمي عال من خلال إنشاء بنى تحتية رقمية حديثة تتجسد في خدمة 5G والحوسبة الكمية وتخزين البيانات. وتصدّر الصين تقنياتها الرقمية كجزء من مبادرة طريق الحرير الرقمي. وبالرغم من محاربة الغرب وأمريكا لها إلا زنها تحقق نجاحا باهرا في التنمية الرقمية.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي فقد سبق الولايات المتحدة، حليفته السياسية، في المجال الرقمي عن طريق سياسة “العقد الرقمي” ونظام eIDAS، وتعرف هذه العملية في الاتحاد الأوروبي باسم “تأثير بروكسل”. ويضمن هذا النظام تبني أفضل الممارسات الرقمية. فهل ستلحق الولايات المتحدة بركب التطور الرقمي أم ستتخلى عن قيادة العالم؟
مكّنت الثورة الرقمية المعلومات من الانتشار على نطاق أوسع وبسرعة أكبر من ذي قبل. يحذّر جوزيف ناي من أنّ القوّة الناعمة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. ففي كتاباته الرائدة السابقة، وضع ناي مصطلح “القوّة الناعمة” ليصف بُعداً جديداً للقوّة يتجاوز القوّتين الاقتصادية أو العسكرية، حيث تشير القوّة الناعمة إلى قدرة بلد معيّن على فرض أجندته في مضمار السياسة العالمية واجتذاب الدول الأخرى نحوها. لكن مع تضخم ما يعرف بـ”مفارقة الوفرة” الناشئة بسبب الإنترنت، أصبح سر المقدرة على تشكيل الرأي العام، وهو العنصر الأساسي في تشكيل القوة الناعمة 2.0، يكمن في القدرة على المنافسة على الموارد النادرة المتمثلة بجذب الانتباه وتحقيق المصداقية. في أوروبا القرن التاسع عشر، كان معيار القوّة العظمى يتمثّل في القدرة على بسط السيطرة الحربية، وهكذا كان رجال الدولة يحسبون ميزان القوى.
المصدر: ناشيونال إنترست
أخبار السودان :