كيان مضطرب متخلخل البناء
كيان العدو يعيش اضطرابا قد يفضى إلى حرب أهلية ، كما يتنبا الكثير من المحللين الصهاينة ، والمهتمين بالأمر من خارج دائرة العدو
وكان لافتا ان ذهب رئيس الكيان ورئيس وزرائه معا الى التأكيد على ان الاقتتال بين الإسرائيليين لن يقع بحسب تعبير رئيس الحكومة ، او ان الإسرائيليين لن يعيشوا فى بلد اخر كما قال رئيس الكيان ، الذى اضاف ليس لنا جهة غير هذا البلد فلنحافظ عليه.
إن الاضطراب السياسى الحاد الذى تعيشه دويلة الكيان الغاصب يؤكد حقيقة واضحة لا تقبل الاختلاف عليها ، وهى ان الكيان المؤقت يعيش مشاكل متعددة ، تهدد تماسكه ، ويرى البعض انها قد تهدد وجوده بالأساس.
وما ساهم فى الشحن الزائد اكثر ، وجعل الأمور تمضى فى اتجاه التصعيد ، شعور اليهود الفلاشا ، واولئك القادمين من أوروبا الشرقية ، ان المجتمع اليهودى لايخلو من العنصرية ، ففى الوقت الذى كان الفلاشا ويهود أوروبا الشرقية يتظاهرون كل على حدة ، كان البوليس يضربهم بقسوة ، ولم يؤد ذلك الى تفاعل كبير معهم من قبل اليهود المنحدرين من أصول غربية ، والذين يشكلون غالب المجتمع الاسرائيلى ، وهم الذين يتظاهرون الان ، وتضربهم الشرطة ويعلو صراخهم ، ويتضامن معهم السياسيون والإعلاميون ، مما اعتبره اليهود الغير غربيبن نوعا من العنصرية التى تفت فى عضد المجتمع الإسرائيلي ، وربما تسهم مع غيرها من الأسباب فى تفكك هذا المجتمع الذى لم يقم اصلا على أسس متينة.
من جهة أخرى يكثر الحديث داخل كيان العدو عن التصدع الكبير الذى تعيشه المؤسسة العسكرية ، ولابد هنا من عرض ما قاله وزير الأمن الإسرائيلي السابق بيني غانتس ، الذى أكد أنّ إسرائيل تواجه تحديات كثيرة ، فالجيش شهد في السنوات الأخيرة – بحسب قوله – انخفاضاً مستمراً في نسب التجنيد ، واشار إلى أنه أصبح “جيش نصف الشعب”، معقباً بأنها “ليست مسألة ديموغرافية فقط، بل هي نتيجة قرارات قيادية”.
وتكمن خطورة هذا الكلام فى انه يكشف عن انه كيف بات الجيش عنواناً للانقسام بين مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي.
ويجاهر محللون صهاينة بأن جيشهم يعاني معضلة بنيوية في علاقته على المستوى السياسى ، وخصوصاً في السنوات الأخيرة ، حيث تأثيرات الأزمة السياسية ، وتدخلات الجهات الحزبية ، وبخاصة الصهيونية الدينية.
هذه وغيرها عوامل تسهم معا فى خلخلة كيان هو اصلا لايمتلك اساسا قويا يتكئ عليه.
سليمان منصور