تحت العنوان أعلاه، نشرت “كوريير” للصناعات العسكرية، نص لقاء حول ما ينتظر الدول العظمى في غضون 10-15 سنة.
وجاء في مقال كوريير: للتنبؤ بتطور عالمنا المجنون في المستقبل القريب، لجأت الصحيفة إلى الباحث الاقتصادي والسياسي البارز سيرغي كاراغانوف، فقال:
على مدى العقدين الماضيين، حدثت أسرع عملية إعادة توزيع لقوى العالم في تاريخ البشرية. وبالطبع هاجم الغرب الصين وروسيا. وبعد العدوان على فيتنام، وحطام يوغوسلافيا والعراق وليبيا، اقتنع الجميع بـ “حب الغرب للسلام”. ولكن، كفى، فكما يقولون، تبّت يداه، وقصت مخالبه.
– الصراع حقيقي، لكن لكل عمل هدفا نهائيا.
بالطبع هناك أهداف ما. يمكن البدء بالصين التي تسعى إلى استعادة مكانتها كواحدة من القوى الرائدة في العالم. وقد يحدث أن يصيب النجاح الصين بالدوار فتسعى إلى توسيع دائرة الدول التابعة.
ولكن إذا حدث ذلك، فسوف تصطدم بمجموعة من الدول ستقاومها. ليست الولايات المتحدة وحدها التي تقاتل الآن ضد صعود الصين. فهنا الهند وإيران وتركيا وروسيا. لكن في السنوات العشر المقبلة، ستنشغل الصين بتعزيز قوتها، وتحل مشاكل أمنها المباشر ولن تسعى إلى الهيمنة العالمية أو حتى الإقليمية.
– وما الأهداف التي تسعى إليها الولايات المتحدة؟
سوف تبقى القوة الأعظم. قلة من يهددها بشكل مباشر. لديهم اقتصاد عظيم، ولكن مجتمعها منقسم وبنيتها التحتية متخلفة، على مستوى العالم الثالث. فهم بحاجة إلى الاهتمام بأنفسهم. إنهم يحاولون الآن إزاحة الصين من مواقعها، لكن على الأرجح بات متعذرا أن ينجحوا في ذلك.
تبحث روسيا الآن عن سياسة بعيدة المدى وأساس أيديولوجي بعد التسعينيات الصعبة، وأخطاء ذلك الزمن، مثل “الفكرة الروسية”- الأمل بالعودة إلى أوروبا.
الموقع الأمثل لروسيا هو الجزء الشمالي من أوراسيا الكبرى، مع علاقات بناءة وجيدة مع الصين وتركيا وإيران والهند وكوريا الجنوبية وعلاقات محسنة مع اليابان. ومزيد من العلاقات البناءة مع معظم الدول الأوروبية، والتي في الواقع لن يكون لها مفر من ذلك. سيتعين عليهم التحرك نحو أوراسيا الكبرى، نحو روسيا والصين، أي نحو الأسواق الضخمة التي سيوفرها الاتجاه الجنوبي الشرقي.
المصدر: RT