أخبار السودان :
كن إنسانا وانصف المعاشيين يا دكتور
ليس من المقبول مطلقا ان تظل جموع المعاشيين فى البلد تكابد وتواجه المصاعب وهى تطالب بانصافها والوفاء بما تم الالتزام به لهم على قلته وعدم كفايته ، ومع ذلك فان الحكومة ظلت تماطل وتمضى من تأخير إلى تأخير ، والمعاشيون – باعتبارهم الفئة الأضعف فى المجتمع – يمرون بظروف قاسية ولا يتمكنون من الضغط لعدم امتلاكهم اى وسيلة ضغط ، إذ تتأخر مرتباتهم على ضعفها ، وحتى عندما اقرت الحكومة زيادة المعاشات كانت الزيادة دون المستوى المأمول ، وحتى هذه الزيادة لم تلتزم الحكومة بتنفيذها وإنما بقيت حبرا على ورق ، وهذا وضع مؤسف جدا يجب العمل على تغييره فورا ، والا فان معاناة المعاشيين سوف تزداد سوءا على سوئها وتتضاعف معاناتهم يوما بعد يوم.
إن العديد من الاتحادات مارست حقها المشروع فى الإضراب كوسيلة من وسائل الضغط لحمل الحكومة على تحسين أوضاعهم، ولايمكن للمعاشيين
ان يمارسوا سلاح الاضراب طبعا لأنهم اصلا خارج الخدمة لذا تستغل الحكومة وضعهم هذا وتتركهم مع الظروف تفعل فيهم افاعيلها وهذا امر مؤسف جدا وعمل غير أخلاقي.
المعاشيون وهم يقاسون شظف العيش وقسوة الظروف ترتفع اهاتهم
وتزداد معاناتهم فلو أرادوا العلاج مثلا لواجهوا وضعا صعبا ، ومن المعروف انهم فى هذا العمر يحتاجون إلى رعاية طبية وغذائية خاصة لكن بكل اسف حتى الخدمة العلاجية التى تقدمها لهم ليست بالمستوى المطلوب فلا هى تغطى جميع أفراد أسرة المعاشى ، ولا تغطى كثيرا من الأمراض ، والعديد من الأدوية والفحوصات خارج مظلة التأمين ، والحكومة تنظر بدون اهتمام الى هذه
المعاناة دون أن تتحرك لمعالجتها ، ولا تحركها آهات هؤلاء المساكين وكانها لا تسمع عن معاناتهم شيئا.
ولوزير المالية نوجه خطابنا ان اتق الله في هؤلاء المساكين ، وكن إنسانا يادكتور ، واسمع لاهاتهم ، وتفاعل مع معاناتهم ، فإنهم أضعف فئات المجتمع ، والله تعالى سائلك عنهم يوم القيامة.
سليمان منصور