كرينك تنزف فى الشهر الحرام
من المفجعات المبكيات أن نرى القتل يستعر فى بلادنا ، ونزف الدم لايتوقف ، ومن المؤسف أن يسمع الناس وهم فى شهر الرحمة والفضل أن الحرمات تنتهك ، والدماء تسفك ، ومن الامور المقلقة والباعثة على الحسرة أن نرى المسلمين يقتلون بعضهم بعضا فى شهر الصفح والتسامح والغفران والتواصل والتراحم.
ومن المؤلم جدا أن يرى الناس صورا بشعة من القتل ، ويتداول النشطاء ملفات تقشعر لها الأبدان ، لأناس قتلوا على يد إخوانهم فى الوطن والدين ، وانتشرت – بكل اسف – مشاهد محزنة ، لجثث مشوهة لم تراع حرمة الشهر ، ولا مشاعر أهل القتلى ، وعموم الناس الذين تؤذيهم هذه المشاهد البشعة والغير لائقة بكرامة الانسان.
كثيرون حملوا الحكومة مسؤولية ما وقع من احداث مؤسفة فى منطقة كرينك بغرب دارفور ، وكتب أحد الناشطين الدارفوربين (الاستاذ محمد بحر ادم ) على صفحته فى الفيس بوك مايلى :
لطالما ان الحكومة و النخب السلطوية لا تأبه لمعاناة المدنيين في دارفور او في غيرها ، فهذا وحده كفيل بان يجعلنا نؤمن بانها لا تريد اي استقرار للاوضاع و حفظ ارواح الناس ، بل تجعلنا نؤمن انها مدفوعة من قبل جهات دولية او اقليمية من اجل استمرار حرب الكل ضد الكل ، و سيناريوهات اللعب الخشن و القذر من اجل فكفكفة ما تبقى من الدولة السودانية الى اشلاء ممزقة شر ممزق ، فماذا نحن فاعلون في ظل هكذا احوال ؟ انكتفي بدور المتفرج؟
وكتب هذا الاستاذ بحر يقول :
الذي يجري في كرينيك يؤكد اننا عبارة عن شبه دولة , و لا نرقى ان نكون دولة او شعبا له سيادة على ارضه و لا يحزنون ، كيف لمليشيات منفلتة ان تفعل ما يحلو لها في ظل غياب تام للعدالة و الامن ؟ دي العسكرية او المدنية المشوهة التي ظللنا ننتقدها حتى بح صوتنا ، اليست هذه الافعال تدفع الى تآكل ما تبقى مما يسمى بالدولة السودانية ؟ و يظل الغمار الاعظم ينظر الى المشهد الكارثي ببلاهة و غباء في ظل شهر له حرمته ؟ و العجيب ان يدعي المعتدون انهم مسلمون ، فياله من سقوط بليد في كل شئ ، اخلاقيا و انسانيا ، متى نتحرر من هذه الحالة من العبث و الى متى؟.
وقال أمين حكومة ولاية غرب دارفور محمد زكريا إن منطقة كرينك شهدت صباح الأحد هجوما من كل الاتجاهات”،وأشار إلى أن الوضع داخل المنطقة صعب جداً.
وبحسب تصريحات أمين حكومة ولاية غرب دارفور محمد زكريا أرسلت السلطات الحكومية السبت تعزيزات عسكرية كبيره إلى المنطقة ومنحت أفراد القوات الامنية تفويضا مكتوبا باستخدام القوة في مواجهة اي شخص تظهر عليه ملامح التفلت الأمني ، مشيراً إلى وصول طائرة عسكرية من القيادة العامة لحسم المتفلتين
وتقول لأهلنا فى غرب دارفور بشكل عام ولاهل كرينك خصوصا ، الله الله فى الدماء ، الله الله فى حرمة الشهر الكريم ، الله الله فى المسلمين فدماؤهم وأعراضهم وأموالهم حرام ، ويجب أن نعمل جميعنا وبلا توان من أجل إيقاف نزف الدم ووضع حد لمعاناة الناس كل الناس .
بقلم: سليمان منصور