فيما كشف المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيريللو لراديو دبنقا عن موعد استئناف مفاوضات جدة، يستبعد كاميرون هدسون الزميل البارز في برنامج أفريقيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بواشنطن أن تسفر
المباحثات عن أية نتائج إيجابية ما لم تتحقق ما وصفها ببعض الشروط الأساسية.
مفاوضات جدة
وقال بيريللو لراديو دبنقا إن المفاوضات ستستأنف في مايو المقبل معربا عن أمله في أن تكون هي المفاوضات الاخيرة.
لكن هدسون في رده على سؤال دينقا حول توقعاته لنتائج مباحثات جدة شدد على أن المباحثات لن يكتب لها النجاح ما لم تشارك فيها جميع الأطراف ذات الصلة بالصراع بجدية، وحذر من أنها قد تقود إلى مزيد من التدهور الأمني، وقال:
لا أتوقع شيئًا من مباحثات جدة لأننا نتحدث عن مباحثات جدة منذ شهور ولا توجد محادثات سلام في جدة، إذن إلى أن يكون هناك من يتفاوض في جدة ليس هناك حقًا شيء نتحدث عنه، كما أفهم ترغب واشنطن في تعاون واسع في محادثات جدة لإشراك دول الإقليم التي لها تأثير على الأطراف المتحاربة، وما أفهمه هو أن السعودية ترفض حضور الإمارات لمحادثات جدة، وبالطبع عدم وجود الإمارات التي تقف وراء أحد أطراف الصراع بقوة سيقوض الغرض من هذه المحادثات، واقول إن الطريق الوحيد للمضي قدما في الحل يمر عبر بناء تحالف دبلوماسي يعطي الأمل بنجاح المحادثات، وذلك باشراك جميع أطراف هذا الصراع خارج الدولة الذين يمدون ويدعمون طرفا أو آخر، يجب أن يتم إشراكهم جميعا في هذه المحادثات وعليهم أن يتفقوا على أن الحرب يجب أن تقف، حتى يحدث ذلك، لا معنى لمحاولة عقد محادثات لأنها ستخلق توقعات ولن تتحقق هذه التوقعات و سيزداد الوضع سوءًا.”
الجدير بالذكر أن المبعوث الأمريكي كان قد كشف لدبنقا عن جهود لضم كل من مصر والإمارات بجانب الإتحاد الأفريقي للمحادثات، وأشار إلى أن دول الجوار ودول الخليج بدأت تدرك بأن الصراع بدأ يتوسع في السودان وأن أطرافا أخرى بدأت تدخل فيه.
الدور الأمريكي المتأخر
وتعهد المبعوث الأمريكي بأن الحكومة الأمريكي سبتذل قصارى جهدها للتوصل إلى حل سلمي للنزاع، وقال : “يمكنني أن أقول لكم أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لضمان أن نتيجة هذه العملية هي إنهاء الحرب واستعادة العملية الديمقراطية ولكن سنحتاج إلى أن يكون هذا جهدًا مشتركًا من الدول حول العالم، سنحتاج إلى رؤية قيادة قوات الدعم السريع والجيش، وأعتقد أننا عملنا طوال العام الماضي ليكون صوت الشعب السوداني مسموعا. وهذه احدى القضايا التي حاولت التأكيد عليها في باريس وأماكن أخرى.”
وكانت دبنقا قد توجهت بسؤال لكاميرون هدسون حول التأخر في الاستجابة الأمريكية بصورة حاسمة لحل النزاع في السودان، فقال:
أظن أن هناك سببين، أولاً، أعتقد أنه في وقت مبكر من الصراع، كانت هناك ثقة متزايدة في الدول العربية الخليجية والدول العربية بشكل عام في إدارة الصراع، أعتقد أنهم رأوا ذلك فرصة للتعاون مع السعودية والإمارات ومصر والدول التي كانت بصراحة تحتاج إليها واشنطن لأمور أخرى، وبذلك، من خلال السماح لهذه الدول بالتدخل، كانت واشنطن تخلق الصداقة والتأثير مع تلك الدول لاستخدامها في أمور أخرى، ولكن أعتقد أنه على مدار العام الماضي، ما شهدناه هو أن العديد من هذه الدول بدلاً من استخدام تأثيرها لمحاولة التهدئة أو إنهاء الصراع، فقد زادت من تفاقم الصراع ، وبالتالي الآن واشنطن تدرك خطأ السماح لهذه الدول بالتدخل، وهي تتقدم الآن بتعيين مبعوث خاص للسودان، وقد بدأنا الآن ربما بالمشاركة بشكل أكبر، ولكن السؤال هو هل هو متأخر جدًا بالنسبة لواشنطن لاستعادة تأثيرها المفقود؟ بالتأكيد، أعتقد أن هناك الكثير من الدماء التي سالت، وسوف تسيل المزيد من الدماء، لذلك فإنه من المتأخر جدًا في اللعبة بالنسبة لواشنطن محاولة كسب تأثير على الصراع.”
مفاوضات سرية
وكان المبعوث الأمريكي قد ذكر لصحيفة الشرق الأوسط أن المفاوضات لم تبدأ بعد عطلة العيد كما أعلن في السابق بسبب ترتيبات تخص الحكومة السعودية، لكنه أشار إلى أنهم يتفاوضون يوميا مع أطراف الصراع لوضح حد للنزاع.
وكشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية هذا الأسبوع أن الحكومة البريطانية منخرطة في مفاوضات سرية مع قوات الدعم السريع دون تفاصيل أخر، وحول طبية تلك المحادثات السرية، قال كاميرون هدسون لدبنقا:
“لا أدري، لم يحدد التقرير ذلك لكن الحقيقة هي أنهم قد يحاولون التأثير على قوات الدعم السريع لاحترام حقوق الإنسان، قد يحاولون إجبارهم على التفاوض لا نعرف موضوع تلك المحادثات، أظن أن العديد من الأطراف تتحدث مع قوات الدعم السريع، أنا متأكد أن واشنطن تتحدث مع قوات الدعم السريع لذلك أعتقد أنه من الضروري التحدث مع قوات الدعم السريع، أعتقد أنه إذا كنت جادًا في محاولة حل النزاع فعليك التحدث مع الأشخاص يشنون حربًا على شعب السودان هذا لا يمنحهم شرعية أو مصداقية لكنه اعتراف بأنهم يحتجزون البلاد كرهائن وإذا كان هناك من يحتجزك رهينة فعليك التحدث مع الخاطفين، إذا لم تكن مستعدًا للدخول بنفسك بجيشك الخاص وحل القضية وهو ما لا يريده أحد حقًا، فعليك التحدث مع الأشخاص الذين يحتجزون البلاد كرهائن لا أعتقد أن المحادثات مع قوات الدعم السريع أو الموظفين تعني شيئًا مهمًا في حد ذاتها.”
المصدر: دبنقا