حذر كاتب إسرائيلي، من التداعيات الخطيرة المترتبة على تشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المقبلة، مؤكدا أن “إسرائيل” في طريقها نحو حرب “الجميع ضد الجميع” بسبب توجهات المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة المتهم بالفساد، بنيامين نتنياهو.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي أوري مسغاف، في مقال نشر الخميس في صحيفة “هآرتس” العبرية، أنه في “ذروة شغب المستوطنين، وصل إيتمار بن غفير (نائب متطرف) إلى المسجد الإبراهيمي في الخليل وحاول اقتحامه وهو يحمل مسدسه، لكن جنود حرس الحدود في المكان منعوه من ذلك”.
غليان وتصعيد
وأشار إلى أن منع بن غفير من اقتحام المسجد بمسدسه، يأتي حسب الأوامر المتبعة منذ مذبحه الحرم الإبراهيمي التي نفذها المتطرف باروخ غولدشتاين عام 1994، وأعدم فيها بسلاحه عشرات الفلسطينيين.
وذكر الكاتب أن “مواجهة صغيرة” وقعت بين جنود الجيش وبن غفير، الذي قال لهم بغضب: “أنا وزير الأمن القومي القادم”، لكنهم “لم يستسلموا”، لافتا إلى أن المكلف بتشكيل الحكومة نتنياهو، “وافق هذا الأسبوع على إخضاع 14 كتيبة في حرس الحدود لقيادة بن غفير المباشرة، في إطار تحويله إلى وزير الأمن القومي”.
وفي مؤشر آخر على توتر الوضع الداخلي في “إسرائيل”، “تمكن وزير مكلف ونائبات كنيست من حزب “الليكود” من الانضمام لآباء جنود لواء “جفعاتي”، الذين ضربوا وهددوا نشطاء اليسار في الخليل، والقيام بعصيان مكشوف ضد قيادة الجيش”.
ولفت إلى أن “قائد الكتيبة الذي حكم على واحد منهما بعقوبة صغيرة جدا، أصبح يشكل موضوعا للتحريض والتشهير؛ هو وعائلته تتم مهاجمتهم وملاحقتهم، والوسام الذي حصل عليه عندما طارد من اختطفوا الضابط هدار غولدن إلى نفق لحماس (أسرته المقاومة خلال عدوان الاحتلال على غزة عام 2014)، يتم عرضه الآن كجائزة على الفشل العملياتي، فبين عشية وضحاها تحول قائد الكتيبة إلى خائن، تخلى عن جنوده، جبان وخاسر”.
واعتبر مسغاف، أن “الإنكار العلني لصلاحيات الجيش والدولة، تديره الثلاثية المعروفة؛ سياسيون ورجال إعلام ومغردون، معظمهم لم يخدموا في أي سلاح قتالي، سواء في المناطق أو في الجيش، ولكن بتفويض من رئيس الحكومة المكلف وبتشجيع منه، هم يقررون النغمة”.
وأوضح: “رئيس الأركان أفيف كوخافي، أرسل في هذه الأثناء رسالة، ووزير الأمن التارك (بيني غانتس) وجنرالات الاحتياط يتنهدون ويحذرون؛ الوقت أصبح متأخر جدا، نحن قبل لحظة من تفجير شامل في كل الاتجاهات، فالغليان والتصعيد يتقدمان بسرعة”.
“وعاء الضغط”
وأشار الكاتب إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي يقتلون كل يوم في عمليات إطلاق النار، والدهس والطعن، التي يقوم بها شبان فلسطينيون، والكل يستعد للمظاهرات والاحتجاج، والمزيد من الاقتحامات والاعتقالات، والمزيد من العمليات، موضحا أن “هذه هي الدائرة الدموية الخالدة، تنبع من الاحتفاظ بالسكان وبالأراضي تحت الاحتلال”.
وقال: “معظم الإسرائيليين يتذكرون ذلك فقط عندما ترتفع نسبة العمليات والمصابين، أو عندما يكتشفون فجأة في أثناء المونديال في قطر بأنهم حقا في العالم العربي لا يحبوننا”، منوها إلى أن “هذه المواجهة لا يتوقع أن تبقى في هذه المرة خلف الخط الأخضر، هي لن تقتصر على الشرخ الإسرائيلي – الفلسطيني”.
ورأى الكاتب، أن العدوان الإسرائيلي على غزة في أواخر ولاية نتنياهو عام 2021 التي أطلقت عليها المقاومة “سيف القدس” والاحتلال “حارس الأسوار”، “بالفعل أعادته إلى الحكم، وهي كانت المقدمة فقط، هنا سيتواجه اليهود والعرب، بين النهر والبحر، المستوطنون والكهانيون أمام الجيش”.
ولفت إلى أنه “قبل إخضاع الشرطة لبن غفير، وأجهزة إنفاذ القانون الأخرى لصديقه بتسلئيل سموتريتش (زعيم حزب “الصهيونية الدينية”)، فإنه في مناطق النزاع أصبحت تعمل مليشيات (يهودية) مسلحة تسمى “إعادة النظام”؛ اثنان من البدو تم اعتقالهما وضربهما في النقب من قبل أشخاص مجهولين يرتدون الزي العسكري”.
وتابع الكاتب: “على الجانب الفلسطيني، فقدت السلطة الفلسطينية السيطرة، فالجيش الإسرائيلي تتم مهاجمته وإضعافه من كل الجهات، ومن كل اتجاه تزداد العمليات المستقلة للمس بالجسد والممتلكات، وعندها تظهر مبادرات للانتقام، نحن على بعد خطوة من سفك دماء، عرقي وقومي وديني، على نمط البلقان”.
وبيّن مسغاف، أن “حرب “الجميع ضد الجميع”، التي يتم إشعالها على يد وسائل الإعلام التي تبحث عن زيادة نسبة المشاهدة، والتي تتم تغذيتها بواسطة الشبكات الاجتماعية المدمرة، تزدهر وتخدم لفترة قصيرة سياسيين ضائعين”.
وذكر أن “نتنياهو لم يخترع الاحتلال، لكن وعاء الضغط الذي يقوم بتسخينه بشكل دائم منذ سنوات، في الائتلاف وفي المعارضة، كي يخدم مصالحه القانونية والعائلية، على وشك الانفجار، وهذا الانفجار سيكون على اسمه”.
وقال: “هذه هي حرب نتنياهو”.
المصدر: عربي21