وصف محمد يوسف المصطفى رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال بقيادة عبد العزيز الحلو في مناطق سيطرة الحكومة، التوقيع على «الوثيقة السودانية التوافقية لإدارة الفترة الانتقالية»، بأنه تسوية ناعمة هدفها إجهاض ثورة التحرير الكامل والتغيير الشامل.
ووقعت أحزاب سودانية، أمس الثلاثاء، على وثيقة توافقية لإدارة الفترة الانتقالية تهدف إلى تجاوز الأزمة السياسية الراهنة في البلاد والوصول إلى الحكم المدني الديمقراطي- وفق بيان صحفي.
وقال مصطفى في تصريح لـ«التغيير»: «ألم تر أن كل أصحاب الامتيازات المنهوبة قد تكأكأوا عليها بالإضافة إلى كافة عناصر السطو الحالمين بنهب ما تبقى من ثروات الوطن».
وأضاف: «كلهم يفتقرون للديمقراطية وحبيسو أطرهم الطائفية والتقليدية المهترئة ويدافعون عن سودان قديم غير قابل للاستدامة والبقاء».
وتابع بأن «السودان إما أن يتجدّد أو مصيره بكل أسف أن يتبدّد».
وزاد: «قدرنا جميعاً أن ندرأ عن وطننا هذا المصير الذي يحاول الأوغاد سوقه إليه».
وأتم مصطفى حديثه بالقول: «الحصة الآن فعلاً وطن».
ويشهد السودان منذ انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021، احتجاجات ضخمة تطالب بالحكم المدني وترفض الانقلاب الذي أعلن من خلاله حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.
وينفى عبد الفتاح البرهان عن نفسه الاتهامات بالانقلاب العسكري، ويبرر بأنه اتخذ هذه الإجراءات لـ«تصحيح مسار المرحلة الانتقالية»، متعهِّدا بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.
وبدأ السودان منذ 21 أغسطس 2019م فترة انتقالية بشراكة بين قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للفترة والمكون العسكري، كان ينتظر أن تستمر «53» شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024م.
وكان من المفترض أن يتقاسم السلطة خلال هذه الفترة الجيش وقوى مدنية والحركات المسلحة التي وقعت اتفاق جوبا لسلام السودان في اكتوبر 2020م.
لكن انقلاب البرهان قاد إلى اختلالات كبيرة في المشهد وانسداد سياسي غير مسبوق، علاوة على الانفلات الأمني والاقتصادي، مما دفع أطراف عديدة لطرح مبادرات لحل الأزمة السياسية.
المصدر: التغيير