تظاهر يوم الاثنين 02/28 آلاف السودانيين المناهضين للانقلاب الذي نفّذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العام الماضي في شوارع العاصمة والمدن المجاورة، فيما حاولت الشرطة تفريقهم، بحسب ما افاد صحافيو وكالة فرانس برس وشهود عيان.
وبينما حاول بعض المتظاهرين الاقتراب من القصر الرئاسي وسط العاصمة، أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لاجبار المحتجين على التراجع.
وأفاد صحافي فرانس برس بأن قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها الشرطة، خرجت منها غازات ألوانها حمراء وصفراء وخضراء تؤثر بشدة على العيون والتنفس.
وقالت المتظاهرة تقوى محمد لفرانس برس “هذا الغاز يجعلك تشعر بضيق في التنفس وألم في الحلق لكنه لن يوقفنا”. واورد المتظاهر أنور بشير “نحن شعب لدينا قضية مستعدون للموت دونها مهما كان لون الغاز”.
وكانت لجان المقاومة بالأحياء السكنية هي من دعت إلى تظاهرات الاثنين، من أجل استعادة الحكم المدني ومحاسبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين.
وامتدت احتجاجات الاثنين إلى خارج العاصمة. وفي مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والتي تبعد 186 كلم جنوب الخرطوم، قال الشاهد عادل أحمد لفرانس برس عبر الهاتف “يتظاهر الآن حوالى 4000 متجهين نحو مقر الحكومة، حاملين الأعلام السودانية وصور الشهداء ويهتفون “السلطة شعب والعسكر إلى الثكنات”.
وقالت أمل حسين من ولاية القضارف شرق البلاد “خرج ألفا شخص في وسط المدينة استجابة لدعوة لجان المقاومة للمطالبة بالحكم المدني”.
ويشهد السودان اضطرابات واحتجاجات مستمرة منذ أن أطاح البرهان بشركائه المدنيين من الحكم ونفّذ انقلاباً عسكرياً في تشرين الأول/أكتوبر في خطوة أثارت إدانة دولية واسعة.
واعاق الانقلاب العسكري العملية الانتقالية التي تم التفاوض عليها بين العسكريين والمدنيين والتي انتهت بتقاسم السلطة في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019.
ومذ ذلك الحين تشّن السلطات الأمنية في البلاد حملة قمع واسعة ضد الاحتجاجات المناهضة للانقلاب، ما أسفر عن مقتل 83 شخصاً على الأقل وإصابة المئات، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية.
وكانت الأمم المتحدة اتهمت قوات الأمن بإطلاق الذخيرة الحية بانتظام أو استخدام الغاز المسيل للدموع كمقذوفات فتاكة ضد المتظاهرين.
واستنكر مبعوث الأمم المتحدة لحقوق الانسان السنغالي أداما دينغ، هذا الأسبوع هذه الممارسات بعد زيارة للخرطوم داعيا السلطات برئاسة البرهان الى “مراجعة ردها” على المتظاهرين.
كما طالب السلطات بالإفراج عن النشطاء المعتقلين بعد الانقلاب والذين ما زالوا مسجونين. وبحسب دينغ، هناك نحو “عشرين” ناشطا معظمهم من الشباب “لم يلتقوا محامين قط”.
وكان البرهان أقر في مقابلة على التلفزيون الرسمي في وقت سابق من الشهر الجاري بأن ضباطا استخدموا “بنادقهم الكلاشنيكوف” ضد المتظاهرين، مؤكدا أنها مبادرات شخصية تتعارض مع الأوامر.
وما زال الشارع السوداني يطالب بالعدالة لضحايا القمع، وأيضا لأكثر من 250 متظاهرا قتلوا خلال الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.
المصدر:الراكوبة