قناة العربية: بين الانحياز للكيان الصهيوني واستعادة المهنية الإعلامية
منذ نشأتها، لم تكن قناة العربية بعيدة عن الانتقادات المتعلقة بتوجهاتها السياسية وافتقارها للحيادية في تغطية العديد من القضايا الإقليمية. واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل هي التحالف الواضح بين توجهات القناة ومواقف الكيان الصهيوني، وهو ما يظهر جليا في تبنيها لخطاب يصب في مصلحة إسرائيل، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والقضايا العربية العادلة.
ومؤخرا، برزت الإعلامية رشا نبيل كرمز لهذا التوجه. بيد أن رشا نبيل ليست فقط مجرد مقدمة برامج، بل أصبحت في نظر الكثيرين واجهة لهذا التحيز الإعلامي الصارخ. فتغطياتها وتوجهاتها لا تعكس مجرد آراء شخصية، بل تمثل سياسة إعلامية تُشدد على الدفاع عن الكيان الصهيوني، حتى لو كان ذلك على حساب الموضوعية والمهنية.
لا يمكن إنكار أن المهنية والموضوعية هما جوهر العمل الإعلامي، لكن هذا ليس الحال في برامج قناة العربية التي تديرها رشا نبيل. تتسم تغطياتها بانحياز واضح يظهر في الدفاع عن إسرائيل وتبرير ممارساتها. يتسائل المشاهد: أين الموضوعية؟ أين المصداقية التي يجب أن تميز أي وسيلة إعلامية؟
الإعلامية رشا نبيل باتت تمثل في هذا السياق وجها يعكس توجهات قناة “العبرية” السعودية (كما يسميها منتقدوها)، حيث يتماهى خطابها مع الأطراف التي تدفع لها لتحقيق مصالح سياسية واضحة. في المقابل، تم تهميش القضايا العربية الحقيقية التي تستحق تسليط الضوء، سواء كان ذلك من خلال تجاهلها أو التقليل من أهميتها.
التحيز الإعلامي لا يقتصر فقط على تجاهل الحقائق، بل يمتد إلى تشويه القيم والأخلاق الإعلامية. فاستخدام منصة إعلامية كبرى مثل قناة العربية في نشر هذا النوع من الخطاب يعكس تراجعا خطيرا في المعايير المهنية والأخلاقية. وفي حالة رشا نبيل، نجد أن الجمهور لا يشعر فقط بعدم الحيادية، بل يستنكر أيضا افتقارها للعمق الثقافي والفهم الواضح لما يجب أن يكون عليه الإعلام.
قضية التحالف الإعلامي بين قناة العربية والكيان الصهيوني ليست مجرد مشكلة تخص قناة واحدة أو إعلامية معينة، بل هي انعكاس لأزمة أعمق تتعلق بالإعلام العربي ككل. فالإعلام يلعب دورا محوريا في تشكيل الرأي العام والتأثير على السياسات، وعندما تتبنى وسيلة إعلامية كبرى توجهات منحازة بشكل سافر، فإن ذلك يعني أننا أمام أزمة أخلاقية مهنية.
في الختام، يبرز التساؤل: هل ستواصل قناة العربية اتباع هذا النهج المنحاز، أم ستسعى لاستعادة المهنية والموضوعية في محتواها الإعلامي؟
أحمد هيثم