أخبار السودان :
قلق فرنسي غربي من احداث النيجر
لاشك ان صراعا يدور بين الدول الكبرى حول اقتسام النفوذ والسيطرة على مواقع عديدة في العالم ، ومن بينها نقاط هامة في افريقيا ، باعتبار ان للقارة اهمية كبري ، ومن زوايا متعددة ، وتعمل الدول الكبري على التنافس فيها والصراع حولها.
ومن النقاط المهمة في افريقيا والتي صعدت الى واجهة التناول الاعلامي الايام الماضية النيجر ، وذلك للاحداث التي شهدتها البلد ، وخطفت الاضواء.
ومن الواضح انزعاج وقلق الاوروبيين وبالذات فرنسا من انقلاب النيجر ، وايضا ظهر القلق والانزعاج على الامريكيين.
المعروف ان النيجر كانت مستعمرة فرنسية ، وحتى بعد الاستقلال ظلت فرنسا تهيمن على البلد ، وتستثمر موارده لصالحها ، ووصل بها السوء الى سرقة اليورانيوم من النيجر ، وتوظيفه في توفير الكهرباء الرخيصة للفرنسيين ، بينما يقبع اهل النيجر في ظلام دامس ، وقد انتبه اهل النيجر مؤخرا لحجم التامر الفرنسي عليهم ، فطفقوا يتخذون بعض القرارات ، ومنها مثلا إلغاء الفرنسية كلغة رسمية في البلاد ، وهكذا فعلت الجزائر من قبل.
ومن المهم في هذا الباب ان نلتفت الى ما يشير اليه عدد من المحللين السياسيين الفرنسيين ، وهو ان بلادهم ربما تكون قد فقدت النيجر نتيجة لهذا الانقلاب ، ويتحسر هؤلاء المحللون من تبدل الاوضاع في النيجر ، وذهابها عكس مصالحهم ، لكنهم يمنون النفس بقدرة بلدهم على نهب مادة اليورانيوم من النيجر ، والتي تستعملها في تشغيل محطاتها النووية لإنتاج الطاقة (مجموع هذه المحطات ٥٦ محطة) وكذلك في صناعة الأسلحة النووية.
وليعلم القارئ الكريم ان دولة النيجر مساحتها كبيرة جداً ( 103 ملايين كم٢،) ومعظمها صحراء ، وشعبها فقير جداً ، لكن امتلاكها لمخزون هائل من اليورانيوم ، وموقعها الاستراتيجي بغرب أفريقيا ، يجعلها صاحبة جغرافيا سياسية مفصلية ، مما يجعل فرنسا منزعجة من اي تغيير قد يفقدها مزاياها.
سليمان منصور