أخبار السودان :
قطر مواقف مخزية وريادة غير مستحقة
عند الامتحان يكرم المرء او يهان ، هكذا قالوا ، وحقا ما قالوا ، ومع ان الحديث هنا عن الإنسان كإنسان لكن هذا لايعنى ان الشخصيات الاعتبارية كالمؤسسات والهيئات وحتى الدول ، لايعنى هذا انهم غير مشمولين بهذا الكلام ، فعند المحكات والاختبارات تتضح حقيقة الشخص الطبيعى او الاعتبارى ، وهل هو مستحق لما يوصف به ، وهل يحمل هذه الصفات الجميلة التى تمنح له ام انه ليس كذلك.
نتحدث اليوم عن قطر التى شغلت العالم ، ولفتت أنظار الناس ، بحسن تنظيمها لكأس العالم ، وأخراجه بهذا الشكل الجميل ، الذى نال الإعجاب واستحق الإشادة.
وايضا عرف عن قطر صمودها فى وجه الحصار المفروض عليها من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ، حتى ابطلت مفعول الحصار ، واجبرت مناوئيها على الرجوع عن خطواتهم دون أن تقدم اى تنازل، او تخضع لمحاولات اجبارها على الاستجابة لبعض ما يراد فرضه عليها من شروط.
وإلى غير ذلك من وجوه مشرقة لقطر كانت فيها هى دوما فى المقدمة.
بعد كل هذه السيرة العطرة الجميلة والمحمودة سقطت قطر سقوطا أخلاقيا كبيرا ، وفشلت فشلا ذريعا فى اختبار الصدق ، وثبت للناس ان هذه الريادة التى اتصفت بها قطر هى ريادة كاذبة ، وفى غير محلها ، وان نتيجة امتحان الأخلاق كانت صفرا كبيرا لقطر ، إذ إن مواقفها المخزية من الزلزال الكارثى فى سوريا ، والماساة الإنسانية الكبيرة التى يعيشها هذا الشعب المنكوب ، بينت للناس ان قطر لاتستحق ان تذكر بخير.
سقط الضحايا الأبرياء قتلى من الزلزال الكبير ، وتحركت بعض الدول على الفور لدعم المتضررين فى سوريا ، واخرين جاء تحركهم خجولا ولم يكن بمستوى الحدث ، ولكنهم افضل ممن لم يتحركوا قط ، وصمتوا بشكل مريب ، ولم يبادروا حتى بالاتصال معزين ، ومن هؤلاء الذين كانت مواقفهم مخزية قطر والكويت ، إذ لم يواسوا السوريين فى محنتهم.
ولقطر دور مؤثر فى منع الجامعة العربية ممثلة فى امينها العام من التحرك ايجابا نحو سوريا.
ان قطر بهذا الموقف المخزى إنما تخسر ، وسوف تبقى هذه الطريقة الغير أخلاقية ، والفجور فى الخصومة ، وتسييس الملف الانسانى ، ستبقى هذه القضايا نقاطا سوداء ، تلطخ وجه قطر ، وتفضحها بين الناس.
سليمان منصور