قصف المواقع المدنية جريمة حرب
لاي حرب أخلاقيات وضوابط يلزم التقيد بها ومراعاتها وبشكل صارم ، إذ لايمكن التلاعب فيها او اغفالها والا عد كل متجاوز لها في عداد الذين تجب محاكمتهم كمجرمي حرب ، ومن المعروف ان كثير من المتحاربين يتجاوزون الضوابط ويقعون في المحذور بانتهاكهم الحرمات وخروجهم عن الضوابط وعدم تقيدهم بأخلاقيات الحرب.
وفي حروب السودان وقعت هذه التجاوزات وارتكب اطرافها الانتهاكات ، وشهدت الحرب الحالية أسوأ الانتهاكات ، ووقعت فيها تجاوزات كبرى لايمكن القبول بها ابدا ، ولا يستطيع أحد ان يبررها.
ومخطئ من يقول ان هذا الطرف دون ذاك قد انتهك الحرمات وتجاوز الحدود، فالجميع وقعوا في المحذور ، وخالفوا القواعد والضوابط ، وسقطوا في امتحان القيم والأخلاق ، وهذا الكلام من الوضوح بحيث لايمكن رده ابدا.
ومن أسوأ انواع الانتهاكات بل من جرائم الحرب استهداف المواقع المدنية بالقصف ، ووقوع عدد من المواطنين الأبرياء بين جريح وقتيل ، وهذا ما وقع من الطرفين وان تفاوتا فيه لكنهما يبقيان مجرما حرب يستحقان الادانة والمحاكمة الفورية. ونتحدث في هذه المساحة عن استهداف الدعم السريع احياء من مدينة ام درمان بالقصف حيث قامت هذه القوات المجرمة مؤخرا بقصف أحياء مدينة أمدرمان وكرري بعشرات القذائف الصاروخية.
ودوت أصوات الإنفجارات بين أحياء كرري وأمدرمان محدثة خسائر كبيرة في منازل المواطنين العزل.
وظلت قوات الدعم السريع تستهدف الأحياء الآمنة من حين لآخر بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية مما أدى إلى مقتل نساء وأطفال في عدد من المرات.
ولا شك أن هذا السلوك المشين مرفوض تماما ولابد من ادانته باوضح العبارات وعدم الصمت ازاء هذا الاجرام ، وعلى قيادة قوات الدعم السريع ان تعلم جيدا انها بهذه التصرفات تخطئ أخطاء فادحة إذ انها تستعدي الشعب ، ولابد ان يقف مؤيدو الدعم السريع ومن يتفق معه في الرؤية السياسية موقفا حازما وحاسما من استهداف المدنيين ، ونفس هذا الكلام نقوله عن الجيش وأنصاره ، ولابد من محاكمة من يستهدفون المدنيين باعتبارهم مجرمي حرب.
سليمان منصور