قرية سلواد تكبد الصهاينة الخسائر
عندما يكون الهدف واضحا جليا ، والجمهور مؤمن بحقانية هدفه ، مجتهد لتحقيقه ، مسترخص اى تضحية فى سبيل ذلك ، فإن النصر حتما سيكون حليف هذا الجمهور ، ولن تقف قوة فى الأرض أمام تحقيقه النصر والظفر.
وفى مسيرة النضال والمقاومة هناك العديد من النماذج المضيئة فى هذا الباب ، مناطق قاومت وصمدت وقدمت التضحيات فى سبيل الوصول إلى هدفها ، وانخرط جميع السكان فى عمل واحد يرمى إلى تحقيق النصر تاركين الانشغال باى غرض غير المقاومة.
نقف اليوم مع إحدى هذه النماذج المشرقة فى مسيرة المقاومة ، والتى قدمت الدرس للجميع وكبدت العدو المجرم الخسائر وارغمته على الرضوخ لارادتها ، أنها قرية سلواد الواقعة فى الضفة الغربية والتى توارث ابناؤها النضال والعمل الدؤوب فى سبيل الوصول إلى النصر وتحقق لهم ذلك على المستوى المحلى إذ دحروا العدو الغاصب واجبروه على الخروج صاغرا من أرضهم ويسعون مع إخوانهم المقاومين لتحقيق النصر الكامل وتحرير الأرض وما ذلك ببعيد ان شاء الله.
توارثت أجيال قرية سلواد – الواقعة شرقى مدينة رام الله – اتقان فن ضرب العدو واقلاق منظومته الامنية ونجحت البلدة فى إعادة اسمها إلى صدارة المقاومة التى تتسابق فيها مناطق وبلدات ومحافظات الضفة الغربية ، وسجلت سلواد اسمها بالرصاص على حافلة لقطعان المستوطنين بتاريخ العشرين من أغسطس الماضى مادفع الاحتلال إلى اقتحامها ومحاصرتها ليلا ونهارا.
وعلى مدار السنين أنجبت سلواد عشرات الخلايا العسكرية ، وكانت البلدة بمثابة الرحم الولود للمقاومة ، وابرز فدائييها المجاهد القائد ابراهيم حامد الذى طارده الاحتلال عشرة سنوات ولقبه بالشبح وقد نجح فى قتل عشرة من جنود الاحتلال قنصا فى منطقة عيون الحرامية ، وقد شكلت المنطقة بيئة حاضنة للمقاومة وداعمة لها غير عابئة بعقوبات الاحتلال المفروضة بقوة وقسوة على جميع المناطق لتثبت فشل العدو استخباريا وتقوده لمصيره المحتوم وتجبره على الرحيل عنها وليكون هذا النصر فال خير على الفلسطينيين جميعا بقرب رحيل العدو مرغما عن كامل أرضهم.
سليمان منصور