قراءات متباينة لخطاب حميدتي
تباينت المواقف الرؤي والقراءات حول الخطاب الاخير لرئيس حركة الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو لكنها اجمعت على انه يحمل الجديد ويشير إلى مرحلة جديدة.
حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي علق على خطاب حميدتي قائلا :
أثبت حميدتي بأنّ الإطاري هو سبب هذه الحرب
رئيس حركة العدل والمساواة جناح سليمان صندل قال :
خطاب محمد حمدان دقلو أبان كيف أن نظام المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية التابعة له خططوا ودبروا وأشعلوا الحرب.
وأضاف يقول ان القوى السياسية اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يقبلوا بحكم المؤتمر الوطني، أو أن ينتفضوا ليصطفوا ويعلنوا مواقف واضحة من أجل التغيير.
ومضي يقول ان هذا الخطاب وضع كل القوى السياسية المؤمنة بالحرية والديمقراطية والحكم المدني وحكم الشعب أمام مسؤولياتها الوطنية.
وقال المتحدث باسم الحركة نجدد اعلان قناعتنا أن قوى الثورة سوف تختار الخيار الصحيح، والنصر قادم ولكن أكثرهم لا يعلمون.
وفي تعليقه على خطاب حميدتي قال رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل ابراهيم ما يلي :
قد لا يدري قائد المليشيا محمد حمدان دقلو أنه بخطابه الحزين نعى عملياً – من حيث يدري أو لا يدري – مغامرته لحكم السودان بالزندية، وأعلن هزيمة أوغاده، وتبرّأ من جرائمهم النكراء التي أفقدته كل شيء، ولكن بعد أن تلبسته من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، ولات ساعة مندم!
وكتب الاستاذ ماهر أبوجوخ كلاما طويلا نقتطف منه مايلي :
إن مشروع التقسيم وفق هذه المعطيات وقبول الطرفين المتحاربين بفكرته يعني تمهيد الطريق صوب “نيفاشا جديدة تتولى مراسم تنزيل هذا التقسيم في الواقع” ولذلك فإن القوى المؤمنة بوحدة ما تبقي من السودان والمناهضة لمخططات التقسيم تظل قلقة من إنتاج نيفاشا جديدة يفضي لمشروع تقسيم مستحدث
ان الشق المرتبط بتنامي الخطاب الجهوي وتداعياته المستقبلية التي تمهد الطريق للتقسيم مقابل تراجع شعارات مدنية الدولة والحكم الديمقراطي وبناء الجيش القومي الواحد يعد عامل ضغط كبير على القوى السياسية والمدنية و المناهضة للحرب بغرض إدراك ما يمكن إدراكه بالتقارب أكثر مع الدعم السريع وفي الحد الأدنى تقليل الانتقادات المتزايدة تجاهه بالاستناد لما يمكن أن يحدث مستقبلاً من تطورات، مع تعزيز المشتركات بخوض المعركة المصيرية ضد النظام السابق الذي يجاهر بالعداء الصريح العلني ضد هذه القوى المدنية الديمقراطية.
هذه المعطيات ستمثل في الفترة القادمة عناصر ضغط مؤثرة على مواقف القوى المدنية الديمقراطية، مع استمرار مخاوف تيارات من مغبة الاندماج والانغماس الكامل مع مشروع الدعم السريع باعتباره يحمل تبعات اخلاقية ذات تبعات قانونية وسياسية وتاريخية يسعي حميدتي نفسه للتخلص منها –البراءة في ذات الخطاب من الشفافية ومرتكبي التجاوزات والتي تعتبر محسوبة على الدعم السريع- ولذلك فإن دفع القوى المدنية الديمقراطية تجاه الدعم السريع بالانتقال للدعم والمساندة بشكل أعلى أو في الحد الأدني تقليل حدة الانتقادات الموجهة قد تبدو أحد الرسائل والأهداف المراد تحقيقها من رسائل هذا الخطاب.
إشارة الخطاب لدور الدعم السريع في إسقاط حكم المؤتمر الوطني المحلول ومنع فض الاعتصام بالقوة والإفصاح عن كيفية إفشال خطة تقديم الصف الثاني ثم الإقرار بأن الموقف الصحيح كان دعوة المدنيين لتكوين حكومة عوضاً عن تشكيل مجلس عسكري ثم الافصاح عن بعض تفاصيل فض الاعتصام إظهار البراءة من جريمة فض الاعتصام هي رسالة مباشرة لمجموعات الثورة التي اختارت الانحياز والاصطفاف مع الجيش باعتبار أن الدعم السريع هو المسؤول عن فض الاعتصام، ولذلك هو يخاطبهم بشكل مباشر “البرهان هو الذي قتلكم وقام بإخفاء الادلة في الفرقة السابعة”، والرسالة المراد إيصالها أن الدعم السريع مع الثورة وساهم فيها وحمى الثوار وقطع الطريق امام صعود ووصول الإسلاميين للسلطة مجدداً من خلال المؤسسة العسكرية.
وصعد حميدتي اتهاماته الموجهة لمصر بالمشاركة في تقديم وتوفير الدعم للجيش بالاتهام تارة بالمشاركة المباشرة عبر الطيران الحربي المصري أو توفير الطائرات المقاتلة والقنابل الامريكية الصنع عند بداية الحرب وحتى في معارك جبل موية الاخيرة التي أقر بفقدانها. هذه الاتهامات ليست جديدة إذ ظلت حبيسة الاضابير حسب ما أورده حميدتي نفسه في ذات الخطاب لكنها المرة الأولى التي يثار هذا الأمر بشكل علني ومباشر ولعل اختيار التوقيت ليس مرتبط فقط بما حدث في جبل موية ولكنه ذو صلة مباشرة لما سيحدث مستقبلاً سياسياً وعسكرياً.
سليمان منصور