قادة الاحتلال يخشون انهيار كيانهم
لم تكن أسرائيل فى يوم من الايام أضعف مما هى عليه الآن ، نقول هذا الكلام مع إقرارنا بأنها عدوانية وتستطيع الان ان ترتكب الحماقات وتدمر وتقتل وتعتدى هنا وهناك لكنها حتما ستتعرض لما لم تكن تتوقعه يوما ، اضافة إلى انها غير مؤهلة من كافة الجهات إلى تلقى ما سينزل عليها من ضربات وسيناريوهات لم تكن تتحسب لها ، هذا على الجانب العسكرى والأمنى وافتراض مواجهة عدو خارجى يتمثل فى جبهة المقاومة بكل فصائلها وحركاتها ودولها ، لكن التهديد الحقيقى الذى تعيشه إسرائيل وتخشاه اكثر من غيره هو خطر الانهيار الداخلى ، الذى بات يهددها ، واعتراف قادة الاحتلال المؤقت تكفى للتدليل على ذلك.
دعونا نطلع على بعض ما يقوله الصهاينة وهم يرسمون مستقبلا قاتما لكيانهم المؤقت الذى لم يعد يخيف أحدا وتحول من خانة الردع التى كان يفرضها على الغير الى مردوع يعيش هذه الحالة صباح مساء ويتصرف فى إحيان كثيرة بسياسة رد الفعل بعد ان انتزعت منه المقاومة المبادرة.
رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت قال إنّ “إسرائيل تقف أمام اختبار حقيقي” ، وتشهد “حالة غير مسبوقة تقترب من الانهيار”، وتواجه “مفترق طُرُق تاريخياً”، متهماً بنيامين نتنياهو والمعارضة بـ”بثّ السموم والفوضى”.
وأضاف بينيت، في رسالة بثّها عبر موقع التواصل الاجتماعي: “تفككنا سابقاً مرتين بسبب الصراعات الداخلية. الأولى بعد 80 عاماً (من “التأسيس”)، والثانية بعد 77 عاماً (من “التأسيس”)، ونحن الآن نعيش في حقبتنا الثالثة ونقترب من العقد الثامن، ونقف جميعاً أمام اختبارٍ حقيقيٍّ، فهل سنتمكن من المحافظة على “إسرائيل”؟”.
وأشار بينيت إلى أنّ “إسرائيل وصلت قبل عام إلى واحدة من أصعب لحظات الانحطاط التي عرفتها على الإطلاق. فوضى ودوامة انتخابات لا تنتهي ، وشلل حكومي ، ومدينتا اللد وعكا تحترقان من الداخل ، في ظل وجود حكومة عاجزة ومتنازعة ، وتقديس الرجل الواحد ، وتسخير طاقة الدولة لاحتياجاته القانونية”.
وأضاف بينيت: “كنا نقف قبل أيامٍ قليلة من الذهاب إلى حملةٍ انتخابية خامسة ، من شأنها أن تفكك “إسرائيل”، ثم اتخذت القرار الأكثر صعوبة في حياتي ، وهو تشكيل حكومة لإنقاذ “إسرائيل” من الفوضى وإعادتها إلى العمل ، والشراكة مع أشخاص لديهم آراء متباينة جداً عن آرائي”.
وأظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، الشهر الماضى أن 69% من المستوطنين يخشون على مصير الكيان الاسرائيلي ، كما أظهر أنّ 66% منهم لا يثقون بشرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار استطلاع رأي آخر، أجرته حركة “بنيما”، إلى عدم تفاؤل نسبة كبيرة من الإسرائيليين “تجاه مستقبلهم”، موضحاً أنَّ التحديات التي تثير قلقهم كثيرة “يأتي في طليعتها الشرخ الاجتماعي داخل الكيان”.
كما نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، في مايو الفائت، مقالاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، تحدث فيه عن لعنة العقد الثامن في “إسرائيل”، إذ نسب كل التطورات في الداخل الإسرائيلي إلى تلك “اللعنة”.
هذه بعض تصريحات قادة الكيان المؤقت وهى صريحة وتوضح مدى خشيتهم من خطر بات يتهددهم ولايستطيعون إخفاء خشيتهم من انهيار كيانهم الذى يراه المؤمنون قريبا.
سليمان منصور