أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي استعداد بلاده لتوسيع التعاون الثنائي مع نيكاراغوا وتقويته، مؤكداً أنّ العلاقات بين البلدين استراتيجية.
وأضاف رئيسي خلال لقائه رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا: “نريد زيادة وتعميق علاقاتنا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وفي جميع المجالات الأخرى، وخصوصاً في مجال العلوم والتكنولوجيا”.
وشكر للحكومة الاستقبال الحار والحفاوة التي لقيها والوفد المرافق له في زيارته الأولى التي بدأت مساء أمس إلى البلد الواقع في أميركا الوسطى.
بدوره، أكد أورتيغا أنّ نيكاراغوا وإيران هما ثورتان توأمان لهما جذور عميقة في الدفاع عن هوية الشعوب ورفاهيتها.
وعند ترحيبه بنظيره الإيراني، سلّط أورتيغا الضوء على النضال الدائم لكلا البلدين ضد الإمبراطوريات التي حاولت عبر التاريخ الاستيلاء على مختلف الأراضي للسيطرة على العالم.
واستعرض رئيس الدولة جانباً من المعارك التي خاضها النيكاراغويين الأوائل المناهضون للاستعمار، فيما روى لنظيره الإيراني المراحل المختلفة لنضال نيكاراغوا في الدفاع عن الحرية والسيادة الوطنية.
وقال أورتيغا: “على مر السنين، تعاملت الولايات المتحدة بوحشية هائلة مع نيكاراغوا بحثاً عن هيمنتها لبناء قناة بين المحيطات هنا، لأنّ هذا الطريق كان مرغوباً للغاية من قبل رجال الأعمال في أميركا الشمالية”.
واستقبل أورتيغا نظيره الإيراني على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى في ساحة الحرية في العاصمة ماناغوا خلال مراسم استقبال رسمية.
رئيسي يدعو إلى التعددية في وجه العقوبات
في غضون ذلك، دعا الرئيس الإيراني إلى إنهاء العقوبات الأحادية الجانب التي ترمي الى إخضاع الشعوب، مناشداً بلدان أميركا اللاتينية الرهان على التعددية.
وفي مقابلة مع “Telesur”، قال رئيسي: “علينا أن نضع حداً لهذه الأحادية، وأن نخلق عالمًا متعدد الأقطاب، وأن نضع حداً لهذا القمع ضد البشر”.
وبحسب رئيسي، فإنّ “العقوبات هي حرب معلنة ضد الدول، والأداة كانت عسكرية. أما الآن، فتُستخدم العقوبات لإخضاع الشعوب”.
وأشار إلى أنّ “الأميركيين يبحثون عن مصالحهم في تلك المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، وهم يبحثون عن هيمنتهم. وما قاله ترامب هو حقيقة الولايات المتحدة؛ تلك الحقيقة هي أنهم يتطلعون إلى اغتصاب الاحتياطيات ونهبها”.
كذلك، رأى الرئيس الإيراني أنّ الولايات المتحدة تريد معاقبة الدول التي لا تخضع لسياستها.
وأكد أنّ “إيران لن تضطهد أحداً، وبالتالي لن تقبل أبداً أن تتعرض للقمع”، مضيفاً: “لا يريدوننا أن نكون مستقلين ومكتفين ذاتياً”.
وأشار رئيسي إلى “الأضرار المختلفة التي سببتها القوة الشمالية في دول عدة مثل العراق وأفغانستان”، مؤكداً “ضرورة احترام القرارات الداخلية لكل دولة”.
يُشار إلى أنّ الرئيس الإيراني كان قد وصل أمس إلى ماناغوا، عاصمة نيكاراغوا، في ختام زيارته إلى فنزويلا، في إطار جولة في أميركا اللاتينية تشمل كوبا أيضاً بدأها الاثنين الماضي.
وتأتي زيارة الرئيس الإيراني لنيكاراغوا بدعوة رسمية من نظيره الرئيس أورتيغا.
وكان رئيسي قد قال قبيل جولته اللاتينية إنّ موقف إيران والدول التي سيزورها هو “الوقوف في وجه نظام الهيمنة”، مؤكداً أنّ العلاقات مع الدول اللاتينية المستقلة استراتيجية.
وتعزّز إيران توجّهها نحو دول أميركا اللاتينية في إطار سياستها الهادفة إلى “تنويع العلاقات الخارجية”، والتي تترافق مع جهودها الرامية إلى تعزيز العلاقات مع دول المنطقة تحت عنوان “سياسة الجوار”.
المصدر: الميادين