فيلم ‘حياة الماعز’: نظرة على معاناة العمال في دول الخلیج تحت نظام الكفيل
في فيلم “حياة الماعز”، تقدم القصة نظرة درامية حول حياة عامل مهاجر يعيش في إحدى دول الخليج، مستعرضة تفاصيل يومياته من خلال عدسة تجسد قسوة الواقع الذي يعيشه. الفيلم يستخدم “الماعز” كرمز لحالة الاستغلال والاضطهاد التي يعاني منها هذا العامل، حيث يُعامل كأنه ملكية خاصة يتم التحكم بها دون مراعاة لحقوقه أو إنسانيته.
الفيلم، على الرغم من أنه يقدم نقدا هاما للممارسات الاستغلالية، إلا أنه يفتقر إلى العمق في معالجة قضية نظام الكفيل، الذي يشكل جذر المشاكل التي يعاني منها العمال المهاجرون في دول الخليج. يمرر الفيلم مشاهد تسلط الضوء على معاناة البطل، دون أن يقدم نقدا صريحا أو يعمق في تحليل الآثار المدمرة لنظام الكفالة، الذي يحول العمال إلى مجرد سلعة في يد الكفيل، ويقيد حريتهم وكرامتهم.
نظام الكفيل في دول الخليج يضع العامل في وضعية تبعية شبه كاملة للكفيل، حيث يتحكم الأخير في قدرة العامل على العمل أو تغيير مكان العمل، وحتى مغادرة البلاد. هذا النظام يعزز من استغلال العمال ويزيد من فرص تعرضهم للانتهاكات دون أي ضمانات حقيقية لحقوقهم.
في الفيلم، لم يتم تسليط الضوء بشكل كافٍ على كيفية تسبب هذا النظام في خلق حالة من الضعف وعدم الأمان بين العمال. كان يمكن للفيلم أن يتجاوز التمثيلات الرمزية ويقدم نقدا مباشرا وواضحا لنظام الكفيل، مما كان سيزيد من تأثيره الاجتماعي ويدفع باتجاه النقاش الجاد حول ضرورة إلغائه أو إصلاحه.
في نهاية المطاف، “حياة الماعز” ينجح في إثارة بعض العواطف والتعاطف مع البطل، لكنه يفشل في تقديم نقد حاد وفعال لنظام الكفيل الذي يظل السبب الرئيسي للظلم والمعاناة التي يتناولها الفيلم. لو أن صناع الفيلم قرروا مواجهة هذه القضية بشكل مباشر، لكان العمل أكثر قوة وإثارة للتفكير حول ضرورة الإصلاح الجذري في معاملة العمال المهاجرين.
أحمد هيثم