فيالله ولديموقراطية تحدثنا عنها الإمارات
من سخرية القدر والعبث الذي لا حد له ان ينبرى شخص لا علاقة له بموضوع من قريب أو بعيد ويتحدث عنه ويحاول ان ينسب امرا لنفسه او بلده وهو ابعد الناس عنه وبلده في تباين تام معه لاعلاقة بينهم ولايستطيع احد مهما اجتهد ان يوجد ارتباط او نقاط التقاء بين الادعاء والواقع.
وان الإنسان ليعجب حد العجب بل فوق العجب ان ياتيك شخص وبلا حياء ولا احترام لمن يخاطبهم بل لا احترام له لنفسه اولا إذ يزرى بها وهو يحدثك عن امر هو يعلم أنك والجميع تعلمون انه لا علاقة له به.
دولة الإمارات العربية المتحدة كغيرها من مشيخات الخليج – وان تفاوتت بينها – دولة لاتعرف حقوق الإنسان ويخضع شعبها لحكومة باطشة قاهرة مستبدة لاتحتمل مجرد توجيه النصح ناهيك عن النقد والتقويم ، وهي – كغيرها من حكومات الخليج – حكومة تقوم على السلطة المطلقة للحاكم وأسرته يتوارثون الحكم ابا عن جد وليس لشعوبهم الا التسليم ، وحتى تلك البلدان التي تجري فيها انتخابات الكويت مثلا فهي انتخابات في مستويات معينة وليس من حق من ينتخبهم الشعب التقرير في أمور تقع ضمن اختصاص الأسرة الحاكمة ناهيك عن ان هناك دولا ومنها الإمارات التي نتحدث عنها في هذه المساحة لاتعرف الانتخابات اصلا ومواطنها ليس مخولا بالحديث في الشان السياسي وتتحكم فيه سلطة مطلقة تستأثر بخيرات البلد وتفعل فيها ما تشاء وليس لاحد من مواطنيها ان يسالها او يعلق علي ذلك ناهيك عن ان يحاسبها او يقرر بشأن هذه القضايا .
بلد بهذا الوصف لايستحي بعض أبنائها ولايستحقون الاحترام عندما يتحدثون عن ممارسة الديموقراطية ويقولون انهم يسعون الي مساعدة جهة ما على ترسيخ الديموقراطية في بلدها.
انه لامر مضحك فعلا أن تتحدث السيدة الإماراتية ابتسام الكتبي مديرة مركز الإمارات للدراسات عن أن بلادها داعمة للديمقراطية والحكم المدني في السودان ، ونسأل السيدة الكتبي عن أي ديموقراطية وحكم مدني تتحدثين يا استاذة؟ الا تستحين من نفسك اولا وممن تخاطبيهم ثانيا؟ اتظنين الناس مغفلين وعليهم ان يصدقوك؟ ولماذا يقبلون كلامك؟ الانك إماراتية؟ وهل يعرف اهل الامارات الكرام انهم يخضعون لسلطة لاتعرف الانتخابات والحكم المدني اصلا وتتوارث بلدهم كاقطاعية يملكونها بشعبها وليس البلد فقط وإنما يفعلون في البلد وأهلها ما يشاؤون دون أن يستطيع أحد ان يسالهم حتي.
ان بلادك يا استاذة الكتبي محكومة
بالأسرة والعشيرة ولا مساحة فيها للحريات العامة ولا التعددية وأن حكومتك محمية بسلاح الأمريكان و حكامك الذين تخصعين لهم مجرد ادوات في يد أمريكا وإسرائيل ينفذون بهم مشاريعهم في التآمر على الاحرار في العالم ، وان أمثال هؤلاء الحكام الطغاة المستبدين التابعين بالكامل لاعداء الأمة والإنسانية غير جديرين أصلا هم ومن يطبل لهم غير جديرين بالحديث عن الديموقراطية والحريات وليسو اهلا لذلك.
سليمان منصور