فولكر يعقد المشهد السياسي السوداني
كثر الحديث هذه الأيام ، – ما بين ناقد ومتوقف ومؤيد – عن المبعوث الاممى فولكر ، ونشاطه ودخوله التفصيلى فى الشأن السودانى بكل تعقيداته ،
خاصة مع عقد لقاءات علنية ينظمها
ويرتبها ويستضيف فيها الفرقاء السودانيين ، ويملى على البعض رؤيته أو بالأحرى رؤية الجهة اللى يتبع لها وينفذ أجندتها ، وهذا ما جعل البعض يدعو وبصوت مرتفع إلى ضرورة طرد فولكر والبعثة الأممية ككل باعتبارهم ليسو الا عودة للاستعمار بوجه جديد.
أن تحركات فولكر الأخيرة ليست إلا محاولات من البعثة الأممية لاختطاف المشهد ، وقطع الطريق على الحل السوداني ، هذا ما يقول به البعض ، باعتبار أن البعثة الأممية اساسا متهمة برغبتها فى تعقيد الأوضاع بالسودان ، وارباك المشهد ، وصولا إلى نشر الفوضى ، وجعل البلد تعيش بلا حكومة محل رضا الناس واتفاقهم ، ليسهل عليهم سرقة الثورة ، وافراغها من مضمونها ، وتنفيذ أجندة اعداء البلد.
ومن بين المجاهرين بنقدهم لدور الأمم المتحدة المشبوه ونشاط مندوبيها الدكتور حسين النعيم الذى انتقد محاولات فولكر فرض الوصاية والحلول الأجنبية للاتفاق بين السودانيين ، واجهاض مساعيهم في الانتقال الديمقراطي السلمي ، وذلك ضمن خطة معمول عليها ينفذها بعض الموظفين الاممين من السودانيين وغيرهم لفرض واقع جديد على البلد وهو مزيد من التشظي والتقسيم واطالة أمد الأزمة ونشر الفوضى.
وقال دكتور النعيم ان تفويض البعثة الاممية هو مساعدة السودان في الانتقال نحو التحول الديمقراطي وليس إملاء شروط وحلول عليه مستوردة تلبي أجندة الخارج والتهديد بالفوضي والتقسيم.
وأشار إلى أن فولكر اثبت بما يدعو مجالا للشك بأنه وسيط غير محايد بل يدعم بعض الأطراف ضد بعضها الآخر. ، وهناك اتهامات ضده بأنه يدعم لجان المقاومة بالمال للتظاهر وزيادة العنف.
ويرى مراقبون للفترة الانتقالية في السودان بأن التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوداني اضرت كثيرآ بمسيرة التحول والانتقال في البلاد.
و يعتبرون تدخلات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة يونيتامس في الوضع الراهن وتحيزاته ولقاءاته ببعض اطراف الأزمة زادت الأوضاع تعقيدا في الوقت الذي كان مطلوبا منه مساعدة السودان للانتقال نحو التحول الديمقراطي المنشود وليس تحويلهم للأسوء بخلق مزيد من الأزمات المعقدة.
سليمان منصور