قال رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس، في مقابلة لقناة الحرة، إن البعثة لا نية لديها للحديث مع الإسلاميين أو إدخالهم إلى الحوار، نافيا مهادنة أي أطراف بعينها في الداخل السوداني.
وفي 2019، وضع الجيش حدا لثلاثين عاما من حكم الرئيس السابق عمر البشير بعد انتفاضة شعبية عارمة ضد النظام. وفتح ذلك الطريق أمام مرحلة انتقالية في السودان كان يفترض أن تقود إلى حكم مدني ديمقراطي.
غير أن هذه المرحلة الانتقالية قطعها سيطرة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين في أكتوبر.
وتحدث بيرتس، في مقابلة ستبث غدا السبت في تمام الساعة 17:40 بتوقيت غرينتش، عن الأسباب وراء تأجيل جلسة حوار مباشر بين أهم الأطراف السودانية.
وقال إن الجلسة كانت تهدف لتسهيل حوار سوداني سوداني للخروج من الأزمة الحالية “غير أن كل الأطراف المهمة أو غير المهمة لم تكن موجودة”.
وعن تعريفه للأطراف المهمة، قال: “توجد أطراف تمتلك مفتاح حل الأزمة مثل قوى الحرية والتغيير والعسكريين (…) قررنا التواصل مع كل الأطراف بشكل مكوكي”.
وأكد بيرتس على عدم مهادنة البعثة لأي أطراف بعينها، قائلا: “نحن نعمل حسب قوانين هذا البلد”، مشيرا إلى ما وصفها بـ”اتهامات شديدة اللهجة” وبعض التجمعات خارج مكتبنا من قبل حزب النظام المخلوع (حزب المؤتمر الوطني).
وأضاف “ليس لدينا نية أن نتحدث مع الإسلاميين أو حتى ندخلهم إلى الحوار، ولكن في نفس الوقت نحن لا نملك سيادة، السودان دولة ذات سيادة، وإن كانت هناك قوانين تقول إن هذا الحزب ممنوع فلا أستطيع أن أعمل مع هذا الحزب، أنا أعمل تحت قوانين هذه الدولة”.
وفي سياق آخر، أكدت لجنة أطباء السودان المركزية، الخميس، مقتل أحد المتظاهرين في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم خلال احتجاجات جديدة للمطالبة بالحكم المدني ومحاكمة الذين تسببوا في مقتل محتجين.
وتعليقا على ذلك، قال بيرتس: “المتظاهرون أو المواكب ولجان المقاومة كانوا عناصر مهمة لدفع بقية الأطراف إلى قبول التفاوض والمحادثات، إذا لم يكن هناك مقاومة للانقلاب لما قامت السلطات بقبول المحادثات والتفاوض”.
ويعتقد بيرتس أن لجان المقاومة “لعبت ولا تزال تلعب دورا مهما، لأن الأحزاب والعساكر والقوى الفاعلة أدركوا مؤخرا أنه من دون الشباب لا يوجد حل في هذه البلاد”.
ويرى بيرتس أن الاتحاد الأفريقي لديه وسيلة ضغط ملموسة، تتمثل في تعليق عضوية السودان إذا لم يتم التوصل لحل للأزمة.
وأضاف “اعتقد أن الكل مدرك أن السودان يجب أن يخرج من الحالة شبه المعزولة من الاتحاد الإفريقي، ليس بإمكان البنك الدولي والدول المانحة تشكيل ضغط سياسي، ولكنها بحاجة للتعامل مع حكومة.
وعن ضمانات عدم استيلاء العسكر على الحكم عند الوصول لحل، قال: “المؤسسات التي تحكم تمتلك الضمانات دائما”، الأمر الذي لم يحدث خلال أول عامين من الفترة الانتقالية.
وتابع “السودان يحتاج إلى سلطة تشريعية إلى جانب القوة التنفيذية والسيادية، وهذا ضمان داخلي”.
المصدر: الحرة