قال الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة، فولكر بيرس، إن العملية السياسية الحالية لا تهدف بأي شكل من الاشكال إلى خدمة اهداف الافلات من العقاب أو غض الطرف عن ما تم ارتكابه من جرائم وانتهاكات.
وأضاف بقوله : ”ولقد عبرنا في اكثر من مرة عن غضبنا الشديد من استمرار عمليات اطلاق النار على المتظاهرين السلميين والانتهاكات المختلفة، وقمنا باثارة الموضوع مع السلطات والتي استجابت مؤخرا بالغاء حالة الطوارئ واطلاق سراح المعتقلين للسماح ببدء العملية السياسية.“
ونبه إلى أن استمرار الوضع الحالي وزيادة الانتهاكات وعدم الاستقرار يمكن ان يودي إلى ما هو اخطر في التمهيد لعودة النظام الذي خلعته ثورة الشعب السوداني.
وطالب بوقف القتل والترشيد والنزوح، مضيفا أن ”الفقر والمعاناة ينبغي ان ينتهيا، ولقد ان الاوان للسودانيين لينالوا حظهم من التنمية والديموقراطية والعدالة والسلام والاستقرار، ونحن في الامم المتحدة والمجتمع الدولي باسره على استعداد كامل للمساعدة في ذلك.“
وشدد بيرس في بيان له على أن مواضيع العدالة والعدالة الانتقالية هي مواضيع مطروحة في اجندة العملية، وتم تناولها في التقرير الذي لخص مجريات المشاورات التي أجرتها يونيتامس.
وتابع إن الأمم المتحدة ليست محايدة على الاطلاق فيما يتعلق بقضايا حقوق الانسان والعدالة والمحاسبة وانهاء الانتهاكات.
مستدركاً ”ولكن يبقى تنفيذ هذه الاهداف ذو طبيعة سودانية خالصة. وما يمكن ان تخدمه العملية السياسية الحالية هو الاتفاق على اجراءات انتقالية ومؤسسات حكم انتقالي تتولى تحقيق هذه المطالب والحرص على تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية.“
وذكر أن هذه العملية السياسية، لا يمكن أن تنجح في التوصل إلى حل شامل ودائم ومُجمع عليه، ما لم تكن سودانية الملكية بالكامل، وشاملة للجميع وخصوصا النساء والشباب والفئات الاجتماعية المختلفة من الهامش والمركز.
وأوضح أن ما تطرحه الألية الثلاثية من مقترحات لهيكلة أو تصميم أو ترتيب أو تنظيم العملية السياسية هي مساعدات تقنية محايدة لتيسيير عملية التوصل الي حلول، ويمكن للسودانيين الاختيار منها او اقتراح افكار عملية اخرى.
ومؤكداً يقوله : ”اننا لن نسعى لمحاولة فرض أي شيء على السودانيين. كل الخيارات في هذه العملية السياسية هي على الطاولة ليختار من بينها السودانيون ما يناسبهم ويمكنهم الاتفاق عليه.“
وواصل حديثه إن ”السودان مدين بالكثير للثوار ولشهداء الثورة، والذين لا يجب ان تذهب تضحياتهم سدى. ان هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها السودان تدفعني إلى أن ادعو الجميع الي النظر الي مرارات الماضي والعمل معا على تجاوزها من اجل بناء المستقبل.“
وزاد ”لا يجب ان نتيح الفرصة للمفسدين الذين يحاولون خدمة اهداف عودة النظام القديم، عبر اشعال العنف او الاستمرار في ارتكاب الانتهاكات او تبني المواقف المتعنتة.“
وأشار إلى أن العملية السياسية هي في نفس سياق النضال السلمي غير العنيف، وهو المنهج الذي اعتنقته الثورة السودانية ونجحت عبره في الاطاحة بنظام المؤتمر الوطني وتأسيس الفترة الانتقالية لتقود الي تحول ديموقراطي راسخ في السودان.
وتهدف العملية، إلى تقليل الخسائر الغالية في مسار السعي من اجل تحقيق هذا الهدف الي اقصى حد، ولكنها لا تُلغي حقوق السودانيين في التعبير عن اراءهم والنضال السياسي من اجل تحقيقها بأي وسائل اخرى، اذا فشلت في الوصول الي حل مجمع عليه ومُرضي للجميع.
المصدر: الراكوبة