عبّر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس عن مخاوفه من اقتراب النزاع في السودان من التحول إلى “حرب أهلية واسعة النطاق”.
قال فولكر بيرتس إنه بمجرد أن يتحول الصراع في السودان إلى حرب أهلية ذات جبهات متعددة وتتشرذم البلاد، يصبح إيقافه أكثر صعوبة
وقال الممثل الخاص للأمين العام في السودان فولكر بيرتس خلال زيارته في 12 تموز/يوليو الجاري إلى العاصمة البلجيكية بروكسل – قال إن “استقرار أفريقيا على المحك”.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في مقر مركز الأمم المتحدة للإعلام في بروكسل، أوضح بيرتس أنه “خلال ثلاثة أشهر، أصبح لدينا أكثر من مليوني نازح جديد في البلاد وأكثر من (700,000) شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة”. وأضاف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان ورئيس “يونيتامس” أن “السودان أصبح كارثة إنسانية مرة أخرى”. “انتهاكات حقوق الإنسان تبدأ من القتل والاغتصاب والنهب أينما كان القتال، وفي بعض الأحيان حيث لم يحدث القتال، إلى التطهير العرقي في ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة” – زاد بيرتس.
وأوضح فولكر بيرتس خلال المؤتمر الصحفي في بروكسل أن الدول الثماني الأعضاء في الهيئة الحكومية الأفريقية للتنمية (إيقاد) أعلنت مؤخرًا أنها لا تعتقد أن أيًا من الطرفين سيكون قادرًا على الانتصار عسكريًا، منوهًا بأن “وقف الأعمال العدائية سيسمح ببدء عملية سياسية”.
وصرح فولكر بيرتس للصحفيين بأن ما بدأ خلافًا بين جنرالين “على وشك التحول إلى صراع أيديولوجي عرقي، مما يجعله أقرب بكثير إلى حرب أهلية شاملة”.
أثر مضاعف
“سيكون لهذا السيناريو الأسوأ العديد من العواقب” – قال بيرتس، موضحًا أنه “بمجرد أن يتحول الصراع إلى حرب أهلية ذات جبهات متعددة وتتشرذم البلاد، يصبح إيقافه أكثر صعوبة مع تداعيات أكبر على المنطقة. كما أننا نرى خطر انجرار الدول المجاورة إلى الصراع”.
ولفت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان إلى أن الموقع الجغرافي الإستراتيجي للسودان يجعل مجريات الصراع الحالي أمرًا ذا أهمية على استقرار أفريقيا. “السودان هو ثالث أكبر دولة في أفريقيا، ولن يكون تفتيته مجرد انهيار داخلي، بل سيكون انفجارًا يؤثر على العديد من البلدان المجاورة، والعديد منها يعاني من مشاكله الخاصة مع المراحل الانتقالية” – قال بيرتس.
والتقى رئيس بعثة “يونيتامس” فولكر بيرتس خلال زيارته إلى بلجيكا ممثلين عن خدمة العمل الخارجي الأوروبي في الاتحاد الأوروبي واللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي – وهي اجتماعات سنوية يعقدها بيرتس منذ إنشاء البعثة الأممية “يونيتامس” في عام 2020 – وفقًا للبعثة.
وقال بيرتس: “بينما لا نرى نهاية فورية للحرب الآن، فإن الرسالة الموجهة إلى الأوروبيين وغيرهم هي أنه بالطبع، لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف اليدين وأن يراقب فقط. من المهم، وفي بعض الأحيان أكثر أهمية مما يدرك الناس، دعوة الطرفين إلى وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية فورًا”.
وأسست “يونيتامس” في تموز/يونيو 2020 لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، ومنذ ذلك الحين جدد مجلس الأمن الدولي تفويض البعثة كل عام. وفي نهاية نيسان/أبريل الماضي، أُجلي الموظفون الدوليون للأمم المتحدة من السودان. وفي مطلع تموز/يونيو الماضي مدد مجلس الأمن تفويض البعثة لمدة ستة أشهر.
وأعلنت السلطات السودانية فولكر بيرتس “شخصًا غير مرغوب فيه” في الثامن من تموز/يونيو الماضي ما اضطره إلى متابعة مهامه من نيروبي عاصمة كينيا.
وأبان فولكر بيرتس خلال مؤتمره الصحفي أن “الأمين العام كان واضحًا جدًا في أن إعلان مسؤول أممي شخصًا غير مرغوب فيه ليس له أساس قانوني”، مؤكدًا أن “يونيتامس لا تزال في السودان. نائبتي وبعض الموظفين الدوليين ووكالات الأمم المتحدة موجودون في بورتسودان، لا يزال موظفونا الوطنيون يعملون في السودان”.
المصدر: الترا سودان