أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، ترشحه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، مطلقا حملته الانتخابية في أوج حرب أوكرانيا.
جاء ذلك في رسالة للشعب الفرنسي، نشرتها صحف محلية، أكد فيها أن بلاده مرت بالعديد من الصعوبات في السنوات الخمس الأخيرة.
وأشار إلى أنه وحكومته لم ينجزوا كل شيء حتى الآن، وأنهم “يريدون بناء فرنسا للأطفال”، قائلا: “لذلك ترشحت مجددا في الانتخابات الرئاسية”.
وشدد على أنهم سيعملون على تعزيز الاقتصاد من أجل استقلال البلاد، وسيعطون أولوية للتعليم وطلبات المدرسين.
تأخر متعمد
وفضلا عن تأخر ماكرون المتعمد في خوض المعركة الانتخابية، فإن توالي الأزمات، بدءا بجائحة كوفيد ومن ثم الحرب، ينحي جانبا “رهانات الانتخابات الحقيقية، خصوصا القضايا الاجتماعية التي خفت صوتها”، على ما قال لوكالة فرانس برس جيروم سان ماري، المتخصص في استطلاعات الرأي.
وأضاف سان ماري في مقابلة مع محطة “بي أف أم تي في” أن “ملفات الإصلاح المنتظر والملفات الاقتصادية والاجتماعية، التي كان المعارضون يأملون في انتقاد ماكرون بشأنها، لن تفتح حقيقة أمام الناخبين والقضايا الانتخابية ستتوارى على الأرجح”. واعتبر أن هذا الأمر في صالح “رئيس تنتهي ولايته”.
استطلاعات الرأي
وفعليا، عزز إيمانويل ماكرون تقدمه على منافسيه في استطلاعات الرأي الأخيرة، ليتفوق الآن بمقدار 10 نقاط على ثلاثي يضم اثنين من ممثلي اليمين المتطرف، مارين لوبن عن التجمع الوطني وإريك زيمور المثير للجدل، إضافة إلى مرشحة حزب الجمهوريين اليميني فاليري بريكراس.
وتشير كل الاستطلاعات إلى أن ماكرون سيفوز، أيا كان المرشح المنافس له، اذا وصل إلى الدور الثاني من الانتخابات.
وحذر رئيس مجلس الشيوخ اليميني جيرار لارشيه، الثلاثاء، من أنه “اذا لم يكن هناك مناقشات، اذا لم يتم تقديم محصلة (للولاية الأولى لماكرون)، واذا لم يكن هناك مشروع فلنتخيل إعادة انتخاب رئيس الجمهورية: سيعني ذلك شكلا من أشكال حجب الحوار الديمقراطي”، مع خطر يحيق “بشرعية الولاية” الثانية.
رئيس حزب ماكرون
وفي 21 شباط/ فبراير، أكد ستانيسلاس غيريني، رئيس حزب الرئيس ماكرون، بعد انضمام وزراء سابقين من اليمين واليسار إلى حملته، أن “هذه الانتخابات يجب أن تحمل مشروعا”.
وعبر عن أسفه لوجود “حملة انتخابية تنظر إلى الوراء”، في إشارة إلى تصريحات مرشحي اليمين المتطرف واليمين حول خطر “هبوط” وتراجع فرنسا.
وقال: “اليوم يجب أن ننظر إلى الأمام. وأعتقد أن رئيس الجمهورية إجمالا لديه (مشروع) لفرنسا متقدمة مقارنة بكل منافسيه”.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تحدث ماكرون تفصيلا عن طموحاته للبلد في مجالات الأمن والطاقة النووية السلمية والفضاء بحلول العام 2030 و2050.
غير أن استطلاعات الرأس تشير إلى أن الناخبين لديهم مآخذ على منافسي ماكرون أكثر مما هم داعمون له.
وأشار المؤشر السياسي لشهر شباط/ فبراير (استطلاع)، الذي أجرته مؤسسة “اودوكسا” ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي، إلى أن “إيمانويل ماكرون هو المرشح الأوفر حظا بطبيعة الحال”.
وفي 10 نيسان/ أبريل المقبل، تجري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، وفي حال عدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلقة، تتوجه البلاد إلى إجراء جولة ثانية في 24 من الشهر ذاته، ليتنافس فيها المرشحان اللذان حصلا على أكثر أصوات في الجولة الأولى.
المصدر: عربي21