أخبار السودان :
فرنسا تكرر سقوطها الاخلاقي
فرنسا التي تدعي انها بلد الحريات ، وان ثورتها هي ام الثورات ، والتي يلزم على كل طالب تغيير وثائر ان يحتذي حذوها ويمضي على خطاها ، فرنسا هذه التي تتحدث عن القيم والحفاظ على القوانين نجدها في كثير من الاحيان هي التي تخرقها
، وتضرب بمبادئها عرض الجدار ، متنكرة لما تدعو اليه ، وتحاكم الآخرين دون وجه حق عليه.
فرنسا التي تمنع سابقا الحجاب ، في تعد فاضح على الحريات والحقوق الشخصية ، وتمنع كريم بنزيما وغيره من التعبير عن رايهم ومناصرة فلسطين ، واستنكار افعال إسرائيل ، فرنسا التي ترتكب هذه التجاوزات ، تسمح لمن يعتدي على المقدسات ان يفعل ويقول ما يراه ، بحجة حرية التعبير عن الراي ، ولو كانت الإساءة الى شخصية مقدسة عند قرابة المليارين من البشر ، ويحترمها ملايين الناس ، وان لم يؤمنوا بها ، لكن مناصرة غزة واستنكار العدوان عليها لايدخل في حرية التعبير.
وفي هذه الحرب التي تدور اليوم بين اصحاب الحق الطالبين بتحرير ارضهم واستعادة حقهم المسلوب وبين المعتدي الغاصب الظالم فإن الاروبيين بشكل عام – وبالذات الانظمة – اصطفوا الى جانب الظالم المعتدي ، ولم نسمع لهم صوتا ، او نري لهم موقف، طوال العقود الماضية، والفلسطيني يذبح ويسجن ويهجر وتغتصب اراضيه ، والغربيون ساكتون كانهم لايرون مايجري ، وما ان هب الفلسطينيون لاخذ بعض حقهم ، ورد بعض العدوان عنهم ، سارع الغرب المنافق لنجدة الكيان الغاصب
، وبعيدا ذهبت فرنسا ، ورئيسها ماكرون يقف مواسيا الصهاينة في زيارته لهم ، متحدثا عن دموع كثيرة سقطت منه يوم السابع من اكتوبر ، لكنه من فرط انحيازه لم ير هذا التوحش الذي فاق كل التصورات ، وصديقه المجرم نتنياهو وأركان حربه وكل الكيان الغاصب يفعلون ما لايمكن لاى انسان سوي محترم ان يقبله ، الا ماكرون الذي لايستحق احتراما قط وهو يتحدث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ، وكان لها حق هنا اصلا ، لكنها فرنسا الظالمة الباطشة السارقة التي تمارس اللصوصية باحتراف كبير ، وتستأثر بموارد الأفارقة ، وتمنع الشعوب المظلومة من الاستفادة من حقوقها ، ثم ياتي رئيسها ليكلمنا عن حقوق ، وهو وحكومته ابعد الناس عن الحديث حول الحقوق ، ولو انه يستحي لسكت.
ان فرنسا بهذه المواقف القببحة تبرز وجهها الحقيقي ، وتنكشف امام كثير من المخدوعين ، الذين مازالوا يرون فيها نموذجا يمكن ان يحتذي ، وفرنسا بهذا الموقف القبيح انما تكرر سقوطها الاخلاقي ، وتسحب ورقة توت ممزقة اصلا كانت تحاول بها جاهدة ستر عورتها ولم تستطع ، اما الان فقد انكشف كل شي.
سليمان منصور