فرنسا تحت وقع تتالى الأزمات
منذ أن نشبت الحرب في أوكرانيا وفرنسا تتولى كبر المواجهة والتحريض على روسيا والعمل بإستمرار على تجميع الجهود لمحاصرتها من جهة ومناصرة أوكرانيا
باي وسيلة من جهة أخري ، ومضت فرنسا في طريقها لا تلوي على شي وإنما فقط تريد رؤية موسكو مهزومة في الميدان او على الاقل تتضعضع بفعل إحكام الحصار عليها ، فتمنع من بيع نفطها وغازها من جهة ، وتمنع من استيراد ما يلزمها من أوروبا والغرب عموما من جهة أخري ، وفي كل هذه الخطوات تمضي باريس دون أن تلتفت لوقع توالي الأزمات عليها وتأثيرها على الشعب ، وقد راينا بشكل واضح كيف احتج الفرنسيون على سياسة حكومتهم التي انعكست عليهم آثارها سلبا من غلاء وندرة شهدتها فرنسا في الطاقة وما يخشاه الشعب والحكومة على السواء ان تتواصل الأزمة في الايام القادمة والخوف من شتاء قاس هذا العام.
وقد تابعنا مؤخرا كيف ان حركة المرور في فرنسا قد اضطربت بشكل كبير بسبب توالي الإضرابات وهذا جزء من احتجاجات الفرنسيين على سياسة حكومتهم بشان الحرب في أوكرانيا وانعكاس ذلك سلبا عليهم ،
مما ادي لتوالي الأزمات فمن أزمة الطاقة إلى أزمة ارتفاع الأسعار ، وقد رصدت الحكومة عشرة مليار دولار لتفادي وصول الأوضاع إلى ما شهدته البلد ايام حراك أصحاب السترات الصفراء التى اتعبت الإقتصاد الفرنسي واعاقت النمو في البلد.
أيضا نري الأطباء يحتجون لتحسين أوضاعهم واوضاع المستشفيات ،
كما تكررت اضطرابات عمال قطاع النقل واصعبها أثرا ما افضي الى الغاء ستين بالمائة من رحلات المترو والقطارات الرابطة ما بين المدن قبل أيام مما فاقم المعاناة على الناس الذين تاثروا بشكل كبير بهذا الإضراب.
وفي سياق متصل يخشي الفرنسيون من أزمة حادة تهدد قطاع الكهرباء فمن بين 56 مفاعلا نوويا توقفت 32 بسبب نقص الوقود ، وقد كثفت الحكومة من جلسات مواجهة الازمة فنقص الكهرباء يعني التاثير على الانارة والتدفئة والهواتف النقالة وقد أعلنت شركة الكهرباء الفرنسية احتمال اللجوء إلى التقنين مع ازدياد الطلب على الكهرباء وزيادة الاستهلاك في الشتاء ، ولجات الحكومة إلى البحث عن بدائل لمواجهة هذه الأزمات كاللجوء إلى الفحم الحجري لتغطية جزء من النقص في التوليد ، ويعتبر هذا تراجعا كبيرا ، ومن المؤكد ان تؤثر هذه المشاكل في قطاع الصناعة والإنتاج مما يعنى ان المزيد من المعاناة تنتظر الناس.
من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يحاول بث الطمأنينة عند شعبه إنه ما من سبب يدعو للقلق من انقطاعات محتملة للتيار الكهربائي هذا الشتاء ، لكنه دعا المواطنين إلى تقليل استهلاك الطاقة ودعا شركة كهرباء فرنسا الحكومية إلى إعادة تشغيل المفاعلات النووية لمنع الانقطاعات في الطقس البارد.
سليمان منصور