في أوقات سابقة عانت الفرقة من بعض التوقفات .. ولكنها في كل مرة كانت تعود أقوى وبطرح غنائي جديد لم ينفصل عن الشكل الجمالي القديم .. ورغم أن الفرقة ابتعد عنها عرابها الموسيقار عثمان ولكنها تماسكت وتجاوزت كل المراحل والعقبات وتجاوزت العثرات بفضل (الغناء القيمي) .. لأنه بتقديري أن عقد الجلاد (فكرة) والأفكار عادة تبقى وتعيش لأنها في الأصل ليست مرتبطة وجودياً بإنسان واحد أو فرد .. تلك هي عقد الجلاد التي عرفناها .. وتلك هي الفرقة التي أحببناها.. واقع وراهن الفرقة لا يسر عدوا أو صديقاً.. وفقد الطابور الأخضر الكثير من مزاياها .. لأن الخلافات الشخصية تداخلت ما بين منظومة الفرقة .. وأصبح صوت الخلاف عالياً ومسموعاً للجميع .. ليس لأن أفراد الفرقة اختلفوا في قصيدة ضعيفة لا ترقى أو لحن لا يشبه تركيبة عقد الجلاد النغمية .. ولكن الخلاف أصبح في قضايا شخصية جداً وفي تقديري الخاص ، أن الفرقة انهارت قيمياً وأخلاقياً قبل أن تنهار فنياً .. وغيابها عن المشهد الفني حالياً وانحسار جماهيريتها وتأثيرها العريض يعود لانهيارها الأخلاقي أولاً.
الصيحة