تحت العنوان أعلاه، كتب فالينتين جوكوف، في “فزغلياد”، حول دور أمريكيا في قطع طريق الهجرة إلى أوروبا عبر بيلاروس.
وجاء في المقال: تستعد ليتوانيا للاحتفال بالنصر على “نظام لوكاشينكو”. لقد اتخذت الحكومة الليتوانية تدابير صارمة، مدعومة بجدار. أمرت وزيرة الشؤون الداخلية أغني بيلوتايت، بإذن من رئيسة الوزراء إنغريدا سيمونيت، حرس الحدود بإجبار المهاجرين على العودة إلى أراضي بيلاروس.
بطريقة أو بأخرى، أعطت الإجراءات الصارمة النتيجة المرجوة، فقد توقف تدفق المهاجرين إلى ليتوانيا. الملفت أن الاتحاد الأوروبي المحب للمهاجرين وافق على غض النظر عن المعاملة اللاإنسانية لأولئك الذين يلجؤون إليه من بلدان دمرها الناتو.
ومع ذلك، فمن وجهة نظر فيلنيوس، كان لإيقاف الرحلات الجوية التي استخدمها طالبو اللجوء إلى بيلاروس أهمية غير قليلة. وقد سبق أن أجرى وزير خارجية ليتوانيا، غابريليوس لاندسبيرغيس، محادثات حول هذا الموضوع مع تركيا والعراق، ولكن دون جدوى.
وإذا بالأمور تنتهي إلى النجاح فجأة. ففي السادس من أغسطس، أعلن لاندسبيرغيس أن طائرة الخطوط الجوية العراقية وصلت من بغداد إلى مينسك من أجل اللاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم. وقال إنه تلقى تأكيدات بتعليق الرحلات الجوية من العراق إلى بيلاروس لمدة عشرة أيام على الأقل، ونقل إلى نظيره العراقي فؤاد حسين طلب عدم استئنافها.
وفي الوقت نفسه، لا يدور الحديث عن حظر في الاتجاه المعاكس. فالرحلات الجوية من بيلاروس إلى العراق بقيت على حالها.
ينبغي النظر إلى تصرفات السلطات العراقية في سياق أن هذه الدولة لا تزال تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة، وأن الوحدة العسكرية الأمريكية لا تزال موجودة فيها. وليتوانيا، بدورها، واحدة من أكثر التابعين للولايات المتحدة ولاءً في أوروبا الشرقية، وتخدم بحماسة مصالح واشنطن وتوفر أراضيها للقوات الأمريكية. وهكذا، فالولايات المتحدة استجابت لمناشدات وكيلتها وطلبت من العراق أن يتركها وشأنها.
لكن من السابق لأوانه وضع حد لأزمة الهجرة. فمع أن العراقيين يشكلون غالبية المهاجرين، لكن الناس من الكونغو والكاميرون وغينيا وإيران وسوريا وأفغانستان يندفعون أيضا إلى ليتوانيا. ومن الممكن أن يزداد الآن عدد الرحلات إلى بيلاروس من هذه البلدان.
المصدر: RT