غياب الردع جرأ ضعاف النفوس
إنه لمن المخجل حقا ، بل من المعيب أن نجد أنفسنا محتاجين إلى الحديث عن تصرفات أقل ما يقال عنها انها سقوط أخلاقي ، وتردى قيمى ، وجريمة تستوجب أغلظ العقوبات ، والوقوف صفا واحدا بوجه هؤلاء السفلة ، عديمي الاخلاق والضمير والإنسانية .
ماذا يعنى أن نكتشف كل يوم بعض المجرمين الذين جرأهم غياب الردع وعدم الإحساس بوجود الدولة على ارتكاب جرائم قبيحة ، كالتخريب المتعمد للممتلكات العامة ، وإتلاف الطرق ، وأعمدة وكوابل الإنارة، الا يستدعى ذلك وقفة حاسمة وحازمة من الجميع بوجه هذا العبث ووضع حد له؟ .
دعونا نقرأ معا التوضيح التالى الذى يبين مدى الانحدار الذى نعيشه ، وكيف أن المجرمين تسافلوا وسقطوا عن الاعتبار ، يقول الخبر :
اعرب المهندس مختار عمر صابر مدير عام هيئة الطرق والجسور ومصارف المياه بولاية الخرطوم عن اسفه لوجود جهات منظمة تخصصت في سرقة وتخريب كوابل الانارة بالطرق العامه ، وكذلك سرقة محولات وطبلونات الانارة ذات التكاليف العالية من الكباري والجسور بولاية الخرطوم ، مناشدا الشرطة لبذل مزيد من الجهد حتى يتم القبض على هذه العصابات ، داعيا المواطنين لرفع درجة الوعي والتبليغ الفوري عن أي مشاهد تخريب بالطريق العام ، سواء إتلاف لاعمدة الانارة ، او سرقة كوابل ، مشير الي إن العمال والشركات التي تعمل في هذا المجال تعمل وفق اعلان ، و ترتدي زي وعلامات موحدة ، ومادون ذلك يدخل في دائرة الاتهام.
كما أوضح ان الهيئة تقدمت ببلاغات لدى النيابات المختصة ، وتوزيع نشرات قانونية لاقسام الشرطة ، وهي في حالة مراقبة وتواصل مع الجهات الامنيه ، للقبض على اللصوص والمعتدين حسب وصفه.
ونقول إن حراسة الممتلكات العامة كما هى واجب الجهات الأمنية فهى أيضا مسؤولية المواطنين ، وعلى الجميع الانتباه لما يجرى والتبليغ الفورى عن أى حالات اشتباه والوقوف بوجه هؤلاء المجرمين ووضع حد لهذه الأفعال المنكرة .
ان الجريمة انتشرت فى بلادنا – بكل اسف – ، والدولة بغيابها وضعفها ، وعدم وجود الرادع ، إضافة إلى اسباب اخرى جرات المجرمين على الاستمرار فى جرائمهم ، بينما السلطات بكل اسف سادرة فى غيها مشغولة بالتصدى للمحتجين على انقلابها المشؤوم.
نسال الله ان يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وان ينعم عليها بالأمان والاستقرار وزوال الطغيان.
سليمان منصور