صرح متحدث باسم الأمم المتحدة يوم السبت بأن الأمين العام أنطونيو غوتيريش “منزعج بشدة” إزاء تقارير عن هجوم واسع النطاق لقوات “الدعم السريع” السودانية على مدينة الفاشر، مضيفاً أنه دعا قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى إصدار أمر بوقف الهجوم فوراً. وأضاف المتحدث في بيان أن غوتيريش حذر من أن استمرار التصعيد يهدد باتساع رقعة الصراع على أسس قبلية في منطقة دارفور.
وذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان “إنه يدعو الفريق أول محمد حمدان ‘حميدتي‘ دقلو للتصرف بشكل مسؤول وإصدار الأمر بوقف هجوم قوات الدعم السريع على الفور”.
وأضاف “من غير المعقول دأب الطرفين المتحاربين على تجاهل دعوات وقف الأعمال القتالية”.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يوم السبت إن الصراع سيكون على جدول أعمال الرئيس جو بايدن حينما يجتمع مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يوم الإثنين.
ونشب خلاف بين السودان والإمارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب توجيه الحكومة السودانية الموالية للجيش اتهامات للإمارات بتسليح قوات الدعم السريع وتقديم الدعم لها.
وقال سوليفان لصحافيين “نحن قلقون بشأن عدد من الدول والخطوات التي تتخذها لإطالة أمد الصراع بدلاً من حله”. وأضاف “هدفنا النهائي هو نقل الصراع بأكمله في السودان إلى مسار آخر بدلاً من المسار المأساوي والمروع الذي يمضي فيه حالياً. وأعتقد أن ذلك يتطلب بعض المحادثات الدبلوماسية المكثفة والحساسة في الوقت نفسه مع عدد من الأطراف”.
وكان مسؤولون كبار في الأمم المتحدة حذروا هذا الأسبوع من أن أرواح مئات آلاف الأشخاص في الفاشر مهددة جراء القتال الدائر في المدينة الواقعة غرب السودان والمحاصرة من جانب قوات “الدعم السريع”، معربين عن قلقهم من تصاعد حدة النزاع في إقليم دارفور.
والفاشر هي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات “الدعم السريع” على رغم أنها تحاصرها منذ مايو (أيار) الماضي.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، الأربعاء الماضي، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن “مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن أخطار عنف جماعي”. وأضافت أن “المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرّض للخطر هذه الفئات الهشة أصلاً، بما في ذلك عدد من النازحين الذين يعيشون في مخيمات ضخمة قرب الفاشر”.
من جهتها، قالت القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني جويس مسويا، إنه في الفاشر “تم استهداف بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديداً وشيكاً، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها”. وأضافت أن المعارك الدائرة حصدت عدداً كبيراً من النساء والأطفال. وقالت “قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طاول الأحياء الوسطى والغربية من المدينة ونشر قوات مسلحة إضافية”.
وأودت الحرب في السودان بحياة عشرات الآلاف وشرّدت الملايين مما تسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.
المصدر: اندبندنت عربية