المدعو غازى العتبانى، عضو التنظيم الشيطانى، يرسل رسالة قال عنها أنها مفتوحة للفريق البرهان الذى أنقلب على حكومة ثورة ديسمبر المجيدة، عاتبه فيها على بعض الهفوات، ليس من بينها هذا الانقلاب، ثم قال فيها، بجرأة محيرة، أنهم كانوا مع الثورة، وكانوا يحلمون (بسودان تسوده الحرية والسلام والعدالة والتنمية المتوازنة المتكافئة التي لا تستثني أحداً علي أساس عرق أو دين أو جهة)!!! يا سبحان الله، أين (فليعد للدين مجده أو ترق كل الدماء)، هل يا ترى أن الرجل قد تحور الى مخلوق جديد؟؟ أين دعاوى الجهاد التي استبحتم بها دماء مواطنين سودانيين وحرقتم قراهم وشردتم أطفالهم، وعثتم في ديارهم سنيناً عدداً دون أن تأتوا منهم بأسيرٍ واحد؟؟ هل ذلك كان وطن (تسوده الحرية والسلام والعدالة والتنمية المتوازنة المتكافئة التي لا تستثني أحداً علي أساس عرق أو دين أو جهة)؟؟ هل نسى غازى العتبانى استجوابه لسائق تاكسى على شاشات التلفزيون في بداية التسعينيات، ليعترف ذلك السائق، بأنه قد حمل في سيارته مجموعة مسلحة، ليبرر أفعال الحكومة تنظيم الاخوان المسلمين في ذلك الوقت؟؟
أن فداحة الجرم الذى ارتكبه الفريق البرهان بانقلابه هذا تظهر بصورة واضحة في الجرأة التي ظهرت في جحافل تنظيم الاخوان المسلمين بعد هذا الانقلاب، بعضهم مهللاً ومكبراً، وبعضهم طامعاً في منصب، وبعضهم متظاهراً بانه ناصح لقائد الانقلاب وأنه حريصاً، مثله، على تصحيح مسار الثورة، ومدعياً بانه حزين عمّا آلت اليه الثورة التي كان هو في مقدمة صفوفها. نعم.. غازى صلاح الدين قال (في قلب هذا المشهد المهيب كنّا نحن، في الجبهة الوطنية للتغيير، استمراراً لنضالنا المشهود في الصفوف الأمامية للثورة، في كل أطوارها وتجلياتها: من التظاهرات إلى الاعتصام وحشد الرأي العام ونشر الوعي السياسي والدستوري). قال أنه كان في قلب المشهد المهيب!! وفى الصفوف الامامية، وانه كان ينشر الوعى الدستورى!!
هل يعتقد هذا الدعى أن الدستور هو ما كان يهطرق به مع استاذه الدكتور حسن الترابى؟؟ هل هناك دستور في قوانين الاخوان المسلمين؟؟ اليست قوانينهم، التي يطلقون عليها أنها قوانين الشريعة زوراً وبهتاناً، هي القوانين التي لا تسمح للمسيحى بحقوق مواطنة مكتملة في وطنه ذي الأغلبية المسلمة؟؟ هل هذا هو الدستور الذى قال بانه كان ينشره ويحشد به الراى العام؟ هل يمكن لرجل لا يعرف معنى الدستور أن ينشر الوعى عن الدستور؟ هل لهذا الرجل عقل يؤهله للحديث عن عيوب الوثيقة الدستورية؟ وهل يعتقد باننا سوف نقف عند خطرفاته عن تقييم أداء الحكومة الانتقالية وهو غازى العتبانى الذى عرفناه على مدى ثلاثين عاماً؟ لقد سبق لهذا الرجل أن استنكر، في حديث مسجل بالصوت والصورة، اعتراف الترابى في حديثه لقناة تلفزيونية مشهورة بان بعض تلاميذه قد تآمروا لاغتيال الرئيس المصرى السابق، وأنهم قد قتلوا بعض أخوانهم الذين كانوا قد شاركوا في تلك الجريمة في محاولة جبانة لإخفاء علاقتهم بهم، والغريب في الامر أن هذا الذى يحمل لقب دكتور، ويدعى المعرفة، قد استنكر اعتراف الترابى بان قال أن المجرمين في العصابات لا يعمدون الى الوشاية ببعضهم البعض فلماذا ينحط الدكتور الترابى عن هذا المستوى؟؟
هل يا ترى بان الذين ينادون بعدم الاقصاء يريدون لإخوان الشهداء أن يقبلوا بأمثال غازى صلاح الدين في الصفوف الامامية لنشر الوعى أو ممارسة أي نشاط سياسى يهدف لتحقيق شعارات ثورة ديسمبر المجيدة بعد أن رأى الشعب حصيلة الحكومة التي كان غازى صلاح الدين في صفوفها الامامية؟
أبوبكر بشير الخليفة
المصدر: سودانایل