أخبار السودان :
عيد ليس ككل الأعياد
انه لمن المحزن جدا ان ياتي هذا العيد على بلادنا وقد تكاثرت عليها المشاكل ، وزادت هموم الناس ومعاناتهم ، خاصة وأنهم مابين من فقد عزيزا بقتل او اعتقال ، وبعض هؤلاء المعتقلين او المفقودين لايعرف عنهم أهلهم ومعارفهم شيئا ، واخرون تواصلوا مع ذويهم على فترات ثم انقطعت أخبارهم ، وحالة أهلهم تغني عن السؤال ، فكيف يستقبل هؤلاء العيد في هذه الظروف؟.
كثير من الناس يأتي عليهم العيد – هذه المرة – ، وقد هجروا من ديارهم ، واخرجوا مجبرين من بيوتهم ، وفيهم من ذهب إلى خارج السودان ، و أوضاعهم غير مريحة ، وحالتهم تسوء يوما بعد يوم ، وما يزيد من قلقهم عدم معرفتهم بالمصير الذي ينتظرهم ، وما تخبؤه لهم الأيام ، وماذا ستفعل بهم صروف الدهر ، فكيف لهؤلاء ان يعتبروا أنفسهم يستقبلون العيد.
وهناك من ياتيهم هذا العيد وبيوتهم منهوبة ، ومقتنياتهم قد تم السطو عليها ، وفقدوا بسبب هذه التصرفات الهمجية للتتار الجدد فقدوا حصيلة عمرهم ، وما جمعوه خلال سنوات من التعب والعناء ، لياتي هؤلاء الظلمة ويجردوهم من ذلك في رمشة عين غير مبالين بما يمكن أن يتسبب فيه ما اقدموا عليه من ظلم واضح لالبس او غموض فيه.
ومما يعمق معاناة الناس في هذا العيد ، ويزيد من ازماتهم ، ان كثيرا من مراكز تقديم الخدمات الصحية والعلاجية قد توقفت عن العمل ، سواء جزئيا او كليا ، وهناك من ماتوا بسبب عدم تلقيهم الخدمة الصحية اللازمة ، او حتى تأخر هذه المراكز في القيام بواجباتها ، وطالما ان هؤلاء قد عانوا هذه المعاناة حتى انهم قد فقدوا اعزاء لهم بسبب هذا الذي جرى ، فكيف ياترى يشعر هؤلاء وأقاربهم ومعارفهم بالعيد؟
هذا العام يأتي علينا عيد مختلف ، لايحمل نكهة العيد ، ولا نشعر فيه بالفرح ، فالجميع مشتتون ، والاوضاع مضطربة ، والخوف على النفس والاهل والممتلكات والبلد يسيطر على الجميع ، ونسأل الله اللطف بالعباد والبلاد.
سليمان منصور