عملية سلوان تفسد نشوة العدو بالنصر المتوهم الذى يوحى إلى جمهوره المحبط بأنه حققه فى عمليته الأخيرة ضد حركة الجهاد فى قطاع غزة واغتيال الشهيدين القائد تيسير الجعبرى والشهيد خالد منصور ، واستهداف قائد كتائب شهداء الأقصى فى نابلس الشهيد القائد ابراهيم النابلسى.
افسدت عملية سلوان النصر المتوهم واصابت المنظومة الامنية للعدو الصهيونى فى مقتل ، واربكت العملية حسابات المستوطنين الذين توهموا ان الأمان تحقق لهم فإذا برصاصات المقاومة تصطادهم واحدا تلو الاخر فى عمل محترف شديد الدقة والخطورة ، فهذا الشاب المقاوم وبسرعة فائقة ودقة متناهية اطلق عشرة رصاصات فى مدة عشر ثوان فقط واصاب تسع صهاينة، وهذا يكشف ان المنفذ خضع لتدريب واجاد التنفيذ مما يشير إلى أن خلفه غاليا جهة تشرف على المجاهدين وتدربهم وتعدهم لمواجهة العدو الأمر الذى يؤكد ان المقاومة متجذرة فى المجتمع الفلسطينى ، وأنها حية متقدة ومتجددة ولن تموت باستشهاد قادتها ، وإذا أخذنا فى الاعتبار الخبر المهم الذى قال إن منفذ عملية سلوان هتف وهو يطلق الرصاص حى على الجهاد وهو يوجه التحية للشهيد ابراهيم النابلسى وينادى باسمه فى إشارة إلى تنفيذ وصية الشهيد ابراهيم بالسير على خط المقاومة والحفاظ على البندقية ، وهذا الامر يفسد نشوة الصهاينة باغتيال قادة المجاهدين الايام الماضية فبعد الفرح العارم للصهاينة بقتل الشهداء تيسير الجعبرى وخالد منصور وإبراهيم النابلسى وتصويرهم الأمر على انه انتصار واضعاف للمقاومة فإذا باسم الشهيد النابلسى يطاردهم داخل تحصيناتهم المشددة وفى قلب القدس حيث تقسم المدينة إلى مربعات أمنية محكمة الحراسة والاغلاق ومراقبة بالكاميرات والطائرات وانتشار الجنود والكلاب البوليسية ، فى هذا الحصن الذى ظنوه محكما فاجاتهم المقاومة واوقعت فيهم القتل وسلبت منهم الامان.
وقالت حركة الجهاد الإسلامى ان عملية سلوان تاتى فى إطار عملية وحدة الساحات وهتف المنفذ باسم الشهيد النابلسى مما يعنى تكذيب اى ادعاء بالنصر كما توهم قادة العدو وحاولوا ايهام قطعان المستوطنين الذين يعيشون الان احباطا كبيرا وحالة نفسية سيئة وهم يشعرون بالمقاومة تلاحقهم داخل حصونهم.
إن لعملية سلوان هذه أهمية مضاعفة فدلالتها الامنية كبيرة جدا ، وهى شبيهة بعملية نفق الحرية التى نفذها أبطال سجن جلبوع ، ومايجمع بين العمليتين أنهما وقعتا فى مناطق تتميز بالتواجد الآمنى والشرطى المكثف جدا اضافة إلى الاستعانة بأحدث وسائل الحراسة والمراقبة
ومع ذلك يستطيع احد الشباب الفلسطينيين إطلاق عشرة رصاصات فى عشر ثوان تسقط تسعة صهاينة بحيث ان كل رصاصة تصيب احدهم وهذا يعنى ان منفذ العملية يمتلك خبرة وتجربة وتدريب على استخدام السلاح بدقة بحيث لاتخطئ اى رصاصة هدفها
ان اقتحام المقاومين للمنظومة الامنية الصهيونية يحدث قلقا كبيرا فى اوساط العدو وخوف يسيطر عليهم من احتمال نشوب حرب تشترك فيها كل فصائل المقاومة الأمر الذى يعنى دخول حزب الله وحركة حماس وحركة أنصار الله وفصائل المقاومة العراقية وسوريا وايران مما يعنى التهديد الوجودى لكيان العدو وربما زواله تماما.
إن تصاعد العمل المقاوم يوضح تبنى الشعوب خيار المقاومة وفشل اى محاولات لجعل وجود هذا الكيان العنصرى طبيعيا فى المنطقة.
سليمان منصور