أخبار السودان :
عملية القدس بين الاحرار والمطبعين
بفارق نصف ساعة وقع التفجيران في القدس ، وبعد مرور يوم كامل مازالت الالة الامنية والعسكرية الإسرائيلية عاجزة عن تحديد الجهة التي تقف خلف هذه العملية المعقدة بحسب تعبير الصهاينة ، الذين قالوا انها تدل على تخطيط عال واحترافية كبيرة ، مما يوضح ان المقاومة الفلسطينية قد تطورت على كل المستويات ، ووقوع العملية فى مدينة القدس عالية الحراسة المحمية بمختلف وسائل الحماية تكشف الفشل الاستخباري والامني للعدو ، وفي نفس الوقت تكشف العملية وبالمستوى العالى في الدقة والتنفيذ عن نجاح المقاومة في توجيه ضربة قوية للعدو الذي وصفها بالصعبة والقاسية ، وفي ظل التخبظ الذي أصاب أجهزة العدو الامنية والعسكرية وبالذات الشرطة فان هذه العملية تؤكد قدرة المقاومة على اختراق تحصينات العدو واختيار الزمان والمكان الذي تريده لتوجيه ضرباتها الموجعة للعدو القاتل الذي فشل في معرفة ماذا حدث وفشل في تحديد الجهة المسؤولة رغم نشر الشرطة خمس الف عنصر في مدينة القدس.
وفي الوقت الذي أشاد فيه الاحرار داخل فلسطين وخارجها بالعملية البطولية في القدس فان سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدي العدو كانت نشاذا وهي تصف العمل البطولى بالارهابي ، وفي تغريدة للسفارة فانها اعتبرت عمليتي القدس هجوما ارهابيا مقدمة تعازيها للصهاينة متمنية عاجل الشفاء للجرحي مستنكرة ما جري ، وهذا الموقف الاماراتى يعتبر طعنة للشعب الفلسطيني في الظهر ، وتماهيا مع العدو القاتل فى جرائمه المستمرة بحق هذا الشعب المظلوم الذي يجاهد لتحرير ارضه وطرد المحتلين الذين تعزيهم الإمارات بكل اسف.
إن بيان سفارة الإمارات لدي العدو يكشف خطورة المسير الذي اختارته هذه الدولة ووضعها يدها علي يد المجرمين القتلة ، ويستوجب هذا الموقف القبيح من قبل الإمارات العربية المتحدة إستنكارا قويا من العرب والمسلمين وكل الاحرار وليفهم حكام الإمارات ان محاولاتهم المتواصلة لجعل التطبيع أمرا واقعا لن يجعل وجود العدو وسط العرب أمرا مقبولا كما أنه لن يسهم في كسر شوكة المقاومين الأبطال الذين سيمضون في طريقهم ونضالهم إلى أن يحققوا استقلالهم وينالوا حريتهم وسيبقي موقف الإمارات مرفوضا وسط كل الاحرار.
وعلي خطى الإمارات سارت تركيا وادانت عملية القدس البطولية واعتبرتها من العمليات الإرهابية ، والغريب ان تلتقي أبوظبي وانقرة في الموقف رغم تباينهما سياسيا بل سعي كل واحدة منهما للاضرار بالاخري ، ولكن أبوظبي وانقرة تلتقيان معا فى دعم الصهاينة وبذا تتامران على فلسطين وتطعنان الفلسطينيين في الظهر.
إن الاحرار يؤيدون هذه العملية البطولية ويشجعون الفلسطينيين على المضي قدما في طريق المقاومة والجهاد ، ويتسافل المطبعون ويصطفون مع العدو وبادانتهم لعملية القدس البطولية فإنهم يدينون أنفسهم ويحكمون عليها وبئس الفعل فعلهم.
سليمان منصور