علاقات الأفارقة بإسرائيل تنكر لتاريخ الاباء المناضلين
من المعروف ان إثيوبيا تحتفظ بعلاقات متينة مع العدو الصهيونى ، فلاديس ابابا سفارة فى تل أبيب، وتتحدث الاخبار ان حجم التجارة بين إثيوبيا والكيان الاسرائيلى الغاصب فى حدود 400 مليون دولار ويسعى الجنابان إلى رفع هذا المبلغ وتطوير العلاقات ، وفى هذا السياق زار رئيس الوزراء الإثيوبي ابى احمد إسرائيل فى العام 2019 ، وقبلها زار اديس ابابا العديد من المسؤولين الصهاينة وعلى رأسهم رئيس حكومة العدو السابق بنيامين نتنياهو ، اضافة الى الزيارات المتبادلة بين المسؤولين فى البلدين لبعضهما.
ويؤكد الإثيوبيون والصهاينة على حد سواء ان علاقاتهما ليست موجهة ضد اى جهة وإنما يسعيان لرعاية مصالحهما المشتركة ، وفى العادة يفهم من هذا الكلام انه يحمل رسائل إلى مصر خاصة من جانب العدو الصهيونى الذى يحتفظ بعلاقة حسنة مع القاهرة ويحرص عليها لأهمية مصر ودور هذه العلاقة فى خدمة العدو الصهيونى ، ولا تجد إثيوبيا نفسها معنية كثيرا ببعث التطمينات الى الجانب المصرى خاصة فى ظل التوتر المسيطر على علاقة البلدين منذ بداية العمل فى سد النهضة الذى تخشى مصر من تبعاته عليها وترى إثيوبيا انه خوف غير مبرر وليس فى مكانه.
وتتطلع إثيوبيا لاسهام الاستثمارات الإسرائيلية فى النهضة بالقطاعات الحيوية فى إثيوبيا وبالذات أنظمة الرى الحديثة ، والمياه ، والطاقة ، وتطوير وتحديث القطاع الزراعي الاثيوبى ، وأعلن ابى احمد انه يعمل على زيادة حجم التجارة بين البلدين .
ومن المعروف ان أسرائيل كيان قائم اصلا على احتلال اراضى الفلسطينيين وطردهم من ديارهم وهذه المعلومة ليست محل جدال بين الناس لذا فان الكثيرين يستغربون اقدام عدد من الدول الأفريقية على إقامة علاقات مع نظام قام اصلا على احتلال ارض الغير ، وهو الأمر الذى يفترض ان يعارضه الافارقه باعتبارهم قد عايشوا الظلم ومورس عليهم ، وعانوا كثيرا من الإحتلال ، وسعوا لسنوات طويلة لتخليص أنفسهم ، وخاضوا حروب التحرير التى بينت بشاعة الاحتلال ، ولا فرق بين احتلال واحتلال ، فكيف والحال هذا ينسى الأفارقة تضحيات آبائهم واجدادهم الذين عانوا من العبودية.
إن إقامة الأفارقة بالذات لعلاقات مع العدو الصهيونى ليس إلا تنكر لتاريخ النضال ودعم للمحتل الظالم.
سليمان منصور