توجست شرائح كبيرة من الطبقة الوسطى من انفلات بالأسواق ومع انها استقبلت الخرطوم إعلان زيادات الأجور في الموازنة العامة المقبلة بارتياح بالغ نتيجة للظروف المعيشية الضاغطة التي يعيشها ذوو الدخل المحدود من الموظفين والعمال .
وأعلنت وزارة المالية السودانية عبر وزيرها د.جبريل إبراهيم مؤخرا عن زيادة حقيقية في الأجور وقال إن الإيرادات الحالية تفي بمتطلبات الزيادة الجديدة وتسيير الحكومة والولايات، وتحسن من وضع الموظفين ولن يبتلعها السوق.
وقال إن الزيادات التي تمت أخيرًا على الأجوربنسبة(500)% بدلا عن (25 )% لم تكن مدروسة وخلقت مشكلات كبرى وعجزعن تغطيتها
ولم يستبعد أثرالزيادة السالب على الأسواق والأسعار،متسائلا حول كيفية كبح وزارة المالية لجماح الأسعار لمنع إمتصاص زيادة الأجور .
وتوقع الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية بولاية الخرطوم الطيب طلب في حديث لـ(السوداني) إمتصاص الأسواق للزيادات الجديدة المعلنة على الأجور حال حدوث ارتفاع جديد في سعرالصرف بالسوق الموازية، مؤكدا أن الزيادات السابقة على الأجور تزامنت مع بدء تحرير سعر الصرف ما أدى لتآكلها بفعل الزيادات المطردة والكبرى في السلع خاصة المستوردة
وقال طلب ان الموازنة العامة الجديدة ستجابه بعجز إيرادي كبير لاعتمادها على المساعدات الخارجية، ومالم تحدث معالجة جذرية وعاجلة للمشاكل السياسية الراهنة فلن يتم الإيفاء بزيادة الأجور وسيتفاقم التضخم وترتفع السلع الاستهلاكية خاصة إن تم تنفيذ الزيادة من موارد غيرحقيقية أو عبر طباعة النقود لتمويلها بالعجز .
وأشار في حديث سابق لـ(السوداني)لاستفادة العاملين بالدولة من الزيادات التي يتم تطبيقها على الأجرالأساسي أكثرمن المنح والتي لا تدرج في البدلات والعلاوات.
وقال حيدوب إن تحديد الزيادات في الأجور تتفاوت وفقا للدرجات الوظيفية وحسب تقديرات وزارة المالية وقدرتها على توفير تمويل لها من موارد حقيقية.
وقال المحلل الاقتصادي الأكاديمي د. عبدالرحمن الدومة لـ(السوداني) إن أي إعلان عن زيادة على الأجور في هذا التوقيت سابق لأوانه واستهلاك سياسي.
وذهب الى أهمية الفراغ أولا من تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة استجابة لاشتراطات المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية بإعادة انسياب مساعداته الاقتصادية للسودان في شكل قروض ومنح وتدفق استثمارات خارجية بالإسراع في تشكيل الحكومة ، مؤكدا أن انسياب المساعدات يضمن وجود صرف حقيقي على الزيادات على الأجور وليس عبر التمويل بالعجز.